اللواء العواضي يخاطب سلطان العرادة: لا تلتفت لقيادات الأحزاب العاجزة التي اضاعت بوصلة المعركة
بعث اللواء حسين العجي العواضي برسالة إلى اللواء سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب حول التقدم الحوثي تجاه محافظة مأرب .
ودعا العواضي الشيخ سلطان ال عدم الالتفات للقيادات الفاشلة وانانيات الأحزاب العاجزة ولا لاجتماعاتهم وتجمعاتهم الواهية.
مؤكدا بانهم اضاعوا البعض منهم البوصلة؛ اتركهم وشأنهم وطريقتهم في إدارة معاركهم ولا تقطع معهم لعلهم يهتدون.
نص الرسالة :
رسالة. من اللواء حسين العجي العواضي الى سلطان العرادة
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. حتى يراق على جوانبه الدمُ
رسالة إلى اللواء سلطان العرادة وإلى أقيال وأبناء وماجدات مأرب
سيادة اللواء/ سلطان بن علي العرادة محافظ محافظة مأرب المحترم.
أحييك وأحيي من خلالك كل الأبطال في كل مواقع الشرف على امتداد وطننا الحبيب عامة وأبناء مارب خاصة، ودعني أغتنم الود الذي بيننا والمنعطف الهام الذي تمر به البلاد لأبعث إليك هذه الرسالة النابعة من القلب، ذلك أن مارب أهم من محافظة وأنت أكبر من محافظ، وواجبنا شد أزرك بما يثبّت الفؤاد ويسدد الرأي، ويخدم الغايات الكبرى مع يقيني أنكم مدركون لأهمية ما في الرسالة، ولكن من باب التذكير، والذكرى تنفع المؤمنين.
سيادة الاخ المحافظ..
نادوك سلطان سبأ، ونادوك حارس قلعة الثورة والجمهورية مأرب، وهي ألقاب تستحقها ولكنّ لها استحقاقاتها.
اليوم أنت وهي والتاريخ والقدر على موعد.
المعركة على جغرافيتك وتحت سلطتك وبين قومك صناديد سبأ، ولديك من الرجال والامكانيات في مأرب ما تستطيع أن تسطر به انصع الصفحات.
اليوم كرامة اليمنيين ومصير الجمهورية وعصارة تضحيات اليمنيين أمانة بين يديك، وكل الأبصار شاخصة إلى مارب وإليك، وكل الآمال معقودة على مارب وعليك، كتب التاريخ أفردت صفحات بيضاء صافية تلألأ لامعة الى حد الاغراء والاغواء وعلى جنباتها قطع من لهب تختبر في مثل هذه اللحظات معادن الرجال فإما أن تقتحمها أيها السلطان وتسطر لك ولمارب ولليمن واليمنيين تاريخ عز ومجد وكرامة ومستقبل زاهر، وإما أن يسطر الأعداء عاراً ودماراً وشقاءً وبؤساً وظلماً وظلاما.
لكني على ثقة تامة أنك لها وأنكم وكل أحرار مارب واليمن، مثلما كنتم في عام 2015 عند مستوى رهان اليمنيين، سوف تكونون أجدر وأعظم اليوم، وتصنعون النصر في معركة فاصلة وحاسمة أعد لها العدو الغاشم ما تبقى لديه من قوة، وبنصركم بإذن الله في هذه المعركة الفاصلة سوف يجرّ أذيال هزيمته وتلاحقونه، لا تعطلكم تبة أو جبل حتى تدقون أبواب عاصمة اليمن التاريخية صنعاء.
الرجال يا سلطان، الرجال أكبادها تحترق وقلوبها تختلج وقبضاتها تمتشق شوقاً للمنازلة الكبرى والحاسمة مع المعتدين تحت لواء قيادة قادرة ومنظمة. ولقد وضعك القدر أمام هذه المسؤولية واللحظة التاريخية العظيمة فانهض لها ولا تلتفت لأي أمر غيرها، ولا تلتفت للقيادات الفاشلة وانانيات الأحزاب العاجزة ولا لاجتماعاتهم وتجمعاتهم الواهية.
لقد اضاع البعض منهم البوصلة؛ اتركهم وشأنهم وطريقتهم في إدارة معاركهم ولا تقطع معهم لعلهم يهتدون.. لديك من الرجال والإمكانيات في مأرب ما يجعل عنقك مشرئباً حتى عنان السماء ويضمن لك تحقيق النصر المبين.
ألا ترى هذه الصخرة الفولاذية العظيمة التي تتحطم على جنباتها جحافل الأعداء طيلة خمس سنوات دون أن تتزحزح أو تلين. إنها رجال وأرض الجدعان التي لا تفيهم صفة أو وصف الشجعان حقهم.. صمود وتضحية لا مثيل لها في هذا الزمن وأي زمان.
ألا ترى هذا السيل الهادر المتجدد والعطاء المتعاظم من الدماء الزكية في كل الجبهات من أبطال وافذاذ قبائل مراد الأبية. وذلك فيض من غيض.
وهذا ديدن كل قبائل وابناء المحافظة.. وما ادراك ما قبائل سلفية ريمة. وكل أحرار اليمن..
اليوم يا سلطان أنت المعني بها وانت القائد لها فلا تكلها الى غيرك. أنت صاحب القرار وبيدك الخيار.. كل إمكانيات الدولة في مارب، يجب أن تكون تحت إمرتك وتصرفك.
هذه إمكانيات اليمن واليمنيين وليس هناك أولى وأجدى وأحق من أن تُنفق وبشكل صحيح في معركة اليوم، لأنها معركة يتوقف عليها مصيرهم وكرامتهم وجمهوريتهم وأحلامهم في يمن حر مزدهر، يمن العدل والمواطنة المتساوية، يمن لا مكان فيه للمشاريع السلالية الكهنونية العفنة.
أخي سلطان..
لا تستمع الى من يتحججون بالقانون والصلاحيات وتراتبية القيادة، فقد تم هتك كل شيء منذ الانقلاب المشؤوم.. اليوم القيادة والصلاحية والشرعية لمن يقود الناس لتحقيق النصر.. إذا لم تتصرف على هذا الأساس فأنت تخذل نفسك وقومك ودماء الشهداء وكل اليمنيين.
أخي سلطان..
أنت تعرف أبناء مارب: بطولة وصلابة ونخوة وفزعة تعرفهم فرداً فردا، وتعرف القيادات الفاعلة والقادرة على استنهاض قبائلها والمجتمع. وجّه لهم الدعوة إليك ولا تُحرج ممن اختلفت معهم، أو أقصيتهم أو قصرت فيهم، فالرجال الرجال تتجاوز هذه القضايا عندما تدلهمُّ الملمّات وتصبح الأرض والعرض والكرامة في الميزان.
ادعُ قبائلك في مارب بأسمائهم واجتمع بقيادتهم الفاعلة وبشكل عملي محدد ومحدود.. تداول معهم الرأي وأشركهم فيه واطلب من كل قبيلة العدد المطلوب من المقاتلين وافتحوا معسكراً لاستقبالهم بطريقة عسكرية منظمة تحت قيادات كفؤة وجديرة.
القتال في هذه المعارك بالأسلوب القبلي التقليدي غير مجدٍ، تشاور مع قيادات القوم بعيداً عن التصنيف والتوصيف، وشكلوا هيئة عمليات تحت اشرافك وبقيادة اللواء علي عبدربه القاضي وعدد من القيادات من ابناء المحافظة بصلاحيات فعلية وامكانيات كافية للجانب القتالي لا غير.
أخي سلطان ..
لقد انشغلت أو أُشغلت، بالمهام والاهتمام والاجتماعات مع القيادات العليا، وابتعدت عن الناس.. انزل بين ناسك، خالطهم التصق بهم، ووفّر لهم ما لديك بشفافية عالية وما نقص سوف يغفر لك قربك منهم. والمثل يقول “ما اثقلك حطه على اكتاف الرجال”. وما نقص توفّيه همم وجهود الرجال. إن حضورك في اوساطهم واختلاطك معهم وزياراتك لهم ومشاركتك حياتهم اليومية، له فعله واثره الكبير ولا تلتفت للمرجفين، الموت والحياة بيد الله..
تذكر أن يأتي على راسك مشرف جلف أو تخرج منها طريدا لا قدر الله، أما والله إن باطنها لنا ولك أشرف، حينها، وأرحم من ظاهرها.
اما أقيال وشيوخ وقادة وكل أبناء مارب فرسالتي لهم (لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. حتى يراق على جوانبه الدمُ) إن الكرامة والعرض والأرض ومصير وطن بأكمله، مرهون بموقفكم وبطولاتكم ووحدة صفكم وصلابة ارادتكم ومن معكم من أحرار اليمن، ولا يعتقد أحد أنه في مأمن من شر هذه الشرذمة فمشروعهم في جوهره، هو مشروع إذلال، مشروع سيد وعبد، وهذا ما يرددونه على مسامعكم في كل وقت وحين.
فوالله إن تراخيتم ودخلوا الى دياركم وكسرت شوكتكم لا قدر الله، أن تهانوا وتذلوا وأن يصيبكم ما لم يصب أي جماعة في تاريخ الامامة، سوف يكون حالكم أسوأ بكثير مما حصل لقبائل الزرانيق الباسلة من الامام أحمد الذين لم تقم لهم قائمة حتى اليوم، وربما مصير المطرفية، فقلوب الإماميين مملوءة عليكم حقداً وغيرة من صمودكم وبطولاتكم وتصديكم لمشروعهم السلالي، ولكم في من ناصروهم أو حالفوهم درس وعبرة وأكبرهم الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح.
فقط أنبهكم وإلا فأنا على ثقة تامة أن شيمكم وقيمكم وتاريخكم وحميتكم وعقيدتكم تأبى أن تسمحوا لهذه الشرذمة أن تدنس تراب أجدادكم التبابعة وأن تداس كرامتكم وتهتك أعراضكم وتنهب أموالكم وتخرب دياركم. أنتم الأقيال وأنتم الأبطال ولا خوف ولا جزع على ديار أنتم قاطنوها، وأرض أنتم أهلها وحرائر أنتم حُماتهن.
وعليكم وعلى الجميع أن يعلم أن المعركة اليوم ليست معركة أبناء مارب وإنما معركة كل اليمنيين الجمهوريين المناهضين لمشروع الإمامة. وان رأيي الذي تحمله هذه الرسالة لا يعني التمييز بين أبناء مارب وبقية المقاتلين، فليس لابن مارب فضل على بقية اليمنيين. إلا أن الله شرفه أن تتجسد إرادة أحرار اليمن على تراب مارب. وانما نحن في مرحلة تحتاج أن نسمي الاشياء بمسمياتها. وقد دب لدي اليأس في ادارة وقيادة الشرعية للمعركة بالطريقة الحاصلة في لحظة فاصلة.
وفي مثل هذه الظروف الحرجة والمصيرية والمريبة أحيانا، من المهم تحديد المهام والمسؤوليات، حتى لا تضيع مارب بين التواكل والتداخل في مسؤوليات قيادة المحافظة والجهات العليا المكتظة بها مارب، كما يكتظ المجتمع بكل ألوان الطيف اليمني بما في ذلك الحوثي، أو تذهب سدى بين نكايات وحكايات وخلافات ومصالح وحسابات الاطراف والقيادات.
في لحظة وظرف ووضع كهذا، ومعركة كهذه تتعلق بمصير وطن، أبناء مارب معنيون بها كغيرهم من اليمنيين لكنهم أيضأ معنيون اكثر من غيرهم بالدفاع عن وجودهم وكيانهم وعرضهم وأرضهم وكرامتهم واعتبارهم ونسائهم واطفالهم.
ولذا من المهم، بل من الواجب أن يكون لأبناء مارب مؤقتاً قواتهم الخاصة التي يملكون قرارها، وتحت إمرتهم متطلباتها، وهذا والله ان فيه مصلحة للجميع، وقد يكون سبباً في اصلاح الاختلالات وشحذ الهمم وتحديد المهام والمسؤوليات لعدد من الاطراف والجهات.
أخيراً.
الى أمهاتي وأخواتي وبناتي الماجدات العربيات الاصيلات من طينة مارب والقاطنات من اليمن على ترابها. لقد أديتنّ على مدى التاريخ وفي التاريخ القريب وتؤدين اليوم من جوار أعمدة العظيمة بلقيس، أدواراً عظيمة. ولكن في هذه اللحظة وفي هذه المعركة دوركن أكبر في شحذ همم الرجال الأبطال ومجافاة ونبذ المتخاذلين وقت النزال.
أي حرة عربية تلك التي تقبل بعلاً أو نسلاً لا يكون جديراً بالذود عن عرضه وشرفه وكرامته.. ولكُنَّ في أمهات الشهداء مثلٌ وقدوة وفي المقدمة منهن تلك العظيمة الحرة العربية الجهمية الاصيلة مسعدة بنت ناجي حرم الشيخ البطل أبو الشهداء أحمد مبارك الشليف. والتي دفعت بأولادها الاربعة وفلذات كبدها كالسهام واحدا تلو الآخر تحرضهم على القتال والشهادة والذود عن الديار والحمى وهي تردد: لمثل هذا اليوم أرويتكم حليبي. لمثل هذا اليوم.
الله واكبر. الله واكبر. ولا نامت أعين الجبناء.
أخوكم اللواء/ حسين العجي العواضي