الإصلاح يُسقط (الجوف) ووجهته القادمة (حوف)
يستمر مسلسل الضربات الموجعة التي تستهدف خاصرة الوطن، وإفشال التحالف العربي في قطع دابر التمدد والتوسع الحوثي الإيراني في المنطقة.. فها هي مليشيات الإصلاح تعاود الكرة مجدداً في إسقاط المحافظات الشمالية وتسليمها على طبق من ذهب إلى جماعات التمرد والانقلاب الحوثيين.
ويقول مراقبون لـ”الأمناء”: “يوصل الإصلاح الانسحابات وإفساح الطريق للحوثيين للتوسع وزيادة رقعة الحضور والتواجد العسكري. فها هي الجوف تسلم كلقمة سائغة بيد العناصر المدعومة من إيران. وها هو الإصلاح وحزبه وعناصره وتكويناته تجدد وتثبّت وترسخ الولاء والطاعة إلى المخطط والمشروع القطري الإيراني الحوثي”.
وأضافوا: “بعد أن أسقط الإصلاح الجوف فإن وجهته القادمة حوف في المهرة، وهذا ما يجب أن يحذر منه الجنوبيون”.
وعلق رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، على سقوط مديرية الحزم مركز محافظة الجوف بأيدي مليشيات الحوثي.
وقال عبر (تويتر): “مع سقوط الجوف يجعلنا نوجه آخر نصيحة للتحالف العربي مفادها: لا يمكن أن يحدث أي انتصار عسكري على الحوثي طالما والقرار السياسي والعسكري في منظومة الشرعية بيد جماعة الإخوان المسلمين وشبكة الفساد المالي التي هي أكبر مما تتوقعون أو يخطر لكم على بال”.
في السياق، تتزايد حدة الانتقاد وفضح ما يقوم به الإصلاح من مسرحية هزيلة، حيث كشف الإعلامي صلاح بن لغبر مفاجآت مدوية بشأن الأحداث في محافظة الجوف.
وقال عبر (تويتر): “المحافظ وقائد الجبهة وصلا بأمان إلى مأرب وجميع وحدات وألوية الشرعية تمكنت من الفرار بنجاح من جميع مواقعها”.
وكانت مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، قد سقطت ظهر أمس الأول الأحد، في قبضة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.
وانسحبت وحدات جيش الشرعية من محيط المديرية، قبل دخول المليشيا الحوثية، في مشهد تكرر في نهم وجبهات أخرى خلال الشهر الماضي.
في ذات السياق، قال الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي: “إن سقوط الجوف في يد مليشيات الحوثي أمر طبيعي”. مشيرًا إلى أن ذلك حدث بعد أن أصبحت حكومة الشرعية مظلة للفساد والجماعات الإرهابية.
وكتب عبر (تويتر): “سقطت الجوف وستسقط مأرب مع قادم الأيام وهذا طبيعي بعد أن أصبحت الشرعية مظلة للفساد والجماعات الإرهابية وكل من دعم الشرعية أو ناصرها هو شريك في هذا الفشل، فقد كان واضحا من البداية أن لوبيات الفساد تركت الحوثي وصنعاء وسخّرت دعم التحالف للسيطرة على الجنوب من أجل الاستمرار في نهب خيراته”.
فيما علق نائب رئيس دائرة الإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح على سقوط مديرية الحزم بالجوف بأيدي مليشيات الحوثي قائلا: “لم يعد الأمر يحتاج إلى ذكاء لكشف علاقة شرعية الإخوان بالحوثي، فهم يسلمون إليه المناطق والسلاح في الشمال، وفي الجنوب يطالبون ويضغطون على التحالف لتسليم سلاح الجنوبيين بحجة تنفيذ اتفاق الرياض، حتى يسهل للحوثي دخول الجنوب دون مقاومة. هذا ما نفهمه، ومن لا يريد أن يفهم فتلك مشكلته”.
وتواصل مليشيات الإصلاح تسليم المواقع والمحافظات الشمالية فهل تكون الجوف آخر مهازل ومسرحيات الإصلاح؟ أم مازال في طياتها فصول وسيناريوهات مفضوحة في قادم الأيام؟
إسقاط الجوف بعد ساعات من تعيين (عزيز)
ولم تمضي إلا ساعات معدودة على تعيين صغير عزيز من قبل الرئيس هادي، حتى توجهت الجماعة الإخوانية بضربة في خاصرة شرعية الرئيس هادي، وأرسلت له رسالة مدوية وموجعة واضحة المعالم والملامح بأنها شرعية منفردة تغرد خارج سربه وبعيدة عن قراراته.
ويبدو أن الإصلاح بدأ معركته المفتوحة مع المؤتمريين بعد تعيين صغير عزيز الذي يعتبر الذرع الأيمن لطارق عفاش ومؤتمري الهوى والانتماء.
وأصدر الرئيس هادي قرارا بتعيين اللواء صغير عزيز رئيساً لهيئة الأركان العامة بديلا للنخعي.
ويعتبر صغير بن عزيز من رجال الرئيس الهالك صالح وأحد مؤسسي المؤتمر الشعبي العام في مديرية حرف سفيان وتولى منصب قائد العمليات المشتركة للقوات المسلحة ويرأس اللواء صغير عزيز فريق الحكومة في لجنة إعادة انتشار بالحديدة وهو ذراع طارق عفاش الأيمن.
ويمثل سقوط وإسقاط الجوف من قبل الإصلاح بعد غضون ساعات على وصول صغير بن عزيز إلى كرسي هيئة الأركان العامة وقبل أن يجف حبر قرار هادي، ضربة موجعة لرجال المؤتمر قبل أن تكون مصوبة صوب الرئيس هادي.. فإسقاط الجوف رسالة وردّة فعل من قبل الإصلاحيين وفتح معارك مفتوحة مع المؤتمر ووصول رجاله إلى مواقع القرار والحكم السياسي والعسكري فهم يمثلون خطرًا على تواجد وحضور الإصلاح على الأرض.
هدايا ثمينة للحوثيين
لن يجد الحوثي أفضل من الإصلاحيين في تقديم الهدايا الثمينة لهم، حيث يواصل الإصلاح تقديم الهدايا الثمينة إلى المليشيات الحوثية من خلال توالي انسحابها من الجبهات في الشمال.
وكان آخر تلك الهدايا التي تُقدم للحوثيين تسليم مواقع كبيرة بمحافظة الجوف شمال شرق صنعاء.
ويسعى الإصلاح إلى فتح الطريق وتسليم ما بعد الجوف إلى المليشيات الحوثية الإرهابية بعد مسرحيات عمليات الفرار والانسحاب من الجبهات، رغم الدعم الكبير لتلك المليشيات الإصلاحية من قبل التحالف بقيادة السعودية إلا أنها تواصل طعن التحالف وتقديم الهدايا الثمينة للحوثيين دون ثمن غير الخذلان الميداني في مواقع القتال.
هدايا مجانية يقدمها الإصلاح للحوثي للتوسع وزيادة رقعة حضوره العسكري تهدف لطعن التحالف والوطن.
(كورونا) الإصلاح يُسقط الجوف!
لم يعد وباء كورونا يقتصر على إصابة أعضاء الجسد البشري للإنسان، فقد تغير وتطور في اليمن، وأصبح يجتاح المعارك وجبهات الاقتتال بين الحوثي والإصلاح، فما حدث لجيش الإصلاح بالجوف يشبه إلى حد كبير بما يحصل اليوم جراء وباء كورونا الذي يجتاح العالم.
كورونا الذي ضرب الإصلاح في الجوف من نوع وصنف آخر، حيث (كورونا الإصلاح) يقتصر على تسليم المواقع القتالية وبسرعة فائقة للحوثي وسقوط وانبطاح وبسرعة مذهلة تشبه سرعة انتشار وباء كورونا.. فلا فرق بين كورونا الوباء وكورونا السقوط الإصلاحي فكلاهما يجتاح ويدمر بين الجسد البشري للإنسان وبين خذلان وبيع وتسليم الوطن.
اجتاح وباء كورونا الإصلاحي بالجوف وأسقطها في أيدي الحوثي التابعة لإيران.. فما أشبه كورونا الوباء بـ(كورونا الإصلاح) الذي أطاح واجتاح وأسقط الجوف بين مخالب وأنياب الحوثي!