اخبار محلية
ماذا بعد سقوط مدينة الحزم عاصمة الجوف بيد الحوثيين؟
أثارت سيطرة ميليشيات الحوثيين على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف اليمنية اليوم الأحد، بعد أيام من سقوط مديرية الغيل، ردود أفعال غاضبة، لاسيما مع تداول أنباء عن أنها سقطت دون أي مقاومة.
ومثل السقوط المفاجئ لمركز محافظة الجوف، التي تعتبر المحافظة اليمنية الثالثة المتاخمة للمملكة العربية السعودية، بعد محافظتي صعدة وحجة التي تسقط بيد الحوثيين، صدمة للكثير من اليمنيين، كونها جاءت بعد أيام من بسط الميليشيات الحوثية سيطرتها على منطقة نهم وأجزاء من مأرب.
وألمح العديد من الناشطين والكتاب والمحلليين السياسيين إلى وجود ”خيانة“ في أوساط الشرعية اليمنية وجيشها الوطني، تسببت في هذا التهاوي المتسارع والمفاجئ للمحافظات اليمنية التي كانت الشرعية تسيطر عليها منذ ما يقرب من 4 سنوات، فيما ذهب آخرون للحديث عن وجود خلافات وتباينات داخل صفوف الشرعية التي يتحكم حزب الإصلاح الإخواني بمفاصلها.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميع في تغريدة على تويتر إن ”سقوط الجوف يعد إنعكاسا طبيعيا لوجود قيادات الدولة خارج اليمن، وبسبب وجود معارك جانبية ومكايدات، فضلا عن وجود آلاف الأسماء الوهمية داخل صفوف الجيش الوطني الذي خذل الجوف وقبائلها“.
وأضاف: ”سقوط الحزم عاصمة محافظة الجوف في يد الحوثيين هو انعكاس طبيعي لبقاء القيادات السياسية والعسكرية خارج الوطن، انعكاس للمعارك الجانبية والمكايدات، بعيدا عن معركة دحر الانقلاب، ولآلاف الأسماء الوهمية في الجيش، ولخذلان الجوف التي قاتلت بكل شجاعة واستبسال“.
خذلان
وقال الصحفي والكاتب اليمني صالح البيضاني في سلسلة تغريدات على تويتر: ”سقوط الجوف يجب ألا يمر مرور الكرام، ويجب أن يدفع المسؤولون عن خذلان الجوف ثمنا باهظا.. كانت الجوف تكابد وحدها، بينما هؤلاء مشغولون بتمويل الحملات الإعلامية ضد التحالف العربي.. من أضاع الجوف ليس أمينا على عدن“.
وتحدث البيضاني عن ”تكديس الشرعية لقواتها في شبوة وتخوم عدن في إطار حربها ضد الجنوب، بينما محافظاتها في الشمال تتساقط واحدة تلو الأخرى بيد ميليشيات الحوثيين“.
وأضاف البيضاني: ”قاتلت قبائل الجوف بقيادة أمين العكيمي طيلة أسابيع ببسالة منقطعة النظير، بينما يتكدس فائض القوة التي كان يفترض بها الدفاع عن الجوف على مشارف عدن!“.
”الإصلاح“ وراء الهزائم
ويرى العقيد مراد طريق وهو خبير عسكري في رئاسة الأركان العامة أن حزب الإصلاح ”يقف وراء الهزائم المتلاحقة للجيش الوطني“ ، مشيرا إلى أن الشرعية ”لم تتعامل مع المعركة بجدية“.
وقال طريق في حديث تلفزيوني اليوم الأحد، إن ”على حزب الإصلاح الخروج من برجه العاجي والتحلي بالمسؤولية إزاء تعريض الجبهات للهزائم“.
من جانبه رأى العميد ركن طيار حسين العمري في ذات السياق أن ”إبعاد الكفاءات الوطنية من المؤسسة العسكرية اليمنية سبب رئيسي للهزائم المتكررة“ .
وثيقة
في الأثناء تداول ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي وثيقة، قيل إنها صادرة عن المنطقة العسكرية السادسة ومحافظ الجوف، موجهة لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة، تشتكي من عدم امتثال بعض القوات للأوامر، وتطالب باستبدالها بقوات أخرى، ”نظرا لخطورة الموقف“.
وأشارت الوثيقة المؤرحة بالـ26 فبراير/شباط الماضي إلى ”أن رفض تلك القوات تنفيذ الأوامر تسبب في فشل تنفيذ العديد من الخطط“.
ولم يصدر بعد تعليق رسمي من الحكومة الشرعية على ما حدث في الجوف، ولا على الوثيقة المتداولة، ولم يتمكن ”إرم نيوز“ من التأكد من صحتها.