اتفاق الرياض:انتصار تاريخي للجنوب والمجلس الانتقالي
متابعات *
اتفاق الرياض:انتصار تاريخي للجنوب والمجلس الانتقالي
منذ تحقيق الوحدة اليمنية وحرب عام 94 ضد الجنوب تمكن المجلس الانتقالي الذي لم يمضي على تأسيسه اكثر من سنتين ان يحقق نجاحا سياسيا كبيرا لصالح الجنوب وشعبه رغم حجم التآمر عليه وعلى قضية الجنوب والذي تصدره للأسف رموز جنوبية في اعلى هرم السلطة الشرعية والتي انفقت عشرات المليارات من الريالات لإجهاض نضال الجنوب وشعبه وحقه المشروع في استعادة هويته ودولته المستقلة ، ولازالت ابواق الارتزاق في الشرعية تواصل تامرها على قضية الجنوب وتحاول ان تصور ان اتفاق الرياض هو انتكاسة للمجلس الانتقالي خلافا لما تؤكده وتبينه نتائج الاتفاق بمدلولهاالسياسي والقانوني ، وبغض النظر عن بعض الخطوات والتدابير المرحلية فان ما تحقق في الاتفاق وبقراءة أولية يتمثل بعدد من المكاسب وتتمثل بالتالي:
أولا:الاعتراف بالمجلس الانتقالي ومعه بعض المكونات الجنوبية بانه ممثلا للجنوب في أي تسوية قادمه، فمنح الجنوب استقلالية التمثيل بعيدا عن السلطة اليمنية الشرعية يعتبرنجاحا كبيرا يتحقق لأول مرة منذ تحقيق الوحدة اليمنية، ويؤكد ان الحل السياسي بعدنهاية الحرب سيكون بين طرفين الشمال والجنوب وليس داخل اطار الشرعية وحدها.
ثانيا:الاتفاق على تأجيل القضايا السياسية الخلافية الى مباعد نهاية الحرب لا يعتبرتنازل من قبل المجلس الانتقالي لأنه ضمن حق التفاوض المستقل باسم الجنوب بعد نهايةالحرب وضمن بالمقابل أيضا تجميد الشرعية لمشاريع الأقاليم التي كانت تعمل على تنفيذها في الجنوب خارج إرادة شعب الجنوب.
ثالثا: بعد ان ظلت شرعية المنفى تعتبر الانتقالي مجرد مليشيا انقلابية ومتمردة ، رضخت وقبلت بالانتقالي شريكا في السلطة واستطاع الانتقالي ان يضمن مشاركة مكونات جنوبيه أخرى في السلطة رغم ان بعضها تم تفريخها من قبل الشرعية و لم يكون لها أي صفة للمشاركة بالسلطة باسم الجنوب ، واثبت المجلس بهذه الخطوة ترفعه وتساميه وحرصه على الوحدة الوطنية الجنوبية ، وبدون الانتقالي ونضاله وما فرضه من وجود على الأرض فان هذه المكونات المفرخه كانت ستظل مجرد مكونات تابعه وأدوات لا وزن لها ويجري استخدامها حسب الحاجة من قبل الشرعية .
رابعا:فرض تشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الشمال والجنوب وبمشاركة المجلس الانتقالي ، وضع الشرعية والاخوان في مازق سياسي ،فقدعمدت خلال السنوات الماضية على تعيين الوزراء وفقا للولاءات والاهواء الشخصية والحزبيةوالحسابات المناطقية لشراء الذمم واستخدام ذلك في اذكاء النزعات المناطقية في الجنوب، وحرمت محافظات شمالية وجنوبية من حق المشاركة في السلطة ، وارادت الشرعية ان تحكم اليمن من الجنوب وتستبعد في ذات الوقت المشاركة المرحلية للقوى الجنوبية الحية التي تتواجد شرعية الشتات على ارضها ، واجبرت حكومة الفنادق لان تعود الى الأرض لتعيش مع الناس معاناتهم عوضا عن زيارات الوزراء الموسمية الى استراحة المعاشيق.
خامسا:فرض القوى العسكرية والأمنية للانتقالي لتصبح جزء من الجيش والأمن في الجنوب بشكل رسمي بعد ان كانت شرعية الفنادق تعتبرها مليشيات غير شرعية ، ودمج هذه القوات مع القوات التابعة للشرعية سيحقق هدفين اخرين ، وهما استبعاد التشكيل المناطقي او الحزبي للجيش او الامن والسيطرة عليه من رموز وقوى معينه داخل الشرعية ،إيجاد التوازن الداخلي ضمن منظومةالامن والجيش وعدم تمكين الشرعية الاخلال بهذا التركيب حتى نهاية المرحلة الذي تنتهي بنهاية هذ الاتفاق.
سادسا:اعتراف المملكة العربية السعودية بالمجلس الانتقالي يعتبر خطوة تاريخية مهمة وهذاالاعتراف يعتبر انتصارا للجنوب وقضيته لان الشقية الكبرى هي المعنية قبل أي دوله أخرى في العالم بالشأن اليمني، ويؤكد ذلك إدراك المملكة للوزن الحقيقي للمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية ومراهنتها عليها في حسم الحرب وتحديد مستقبل اليمن .
سابعا:اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس الانتقالي والتعامل الرسمي معه يسقط حجج شرعيةالفنادق باعتباره مليشيات او قوى غير شرعيه، وسيمكن المجلس من التحرك الخارجي بكل قوه كممثل رئيسي للجنوب، لا يمكن تجاهله او التحفظ عليه بعد اليوم.
ثامنا:ان الاتفاق هو اتفاق مرحلي يضمن الشراكة بين مختلف القوى في إطار تحالف الشرعيةحتى نهاية الحرب، وبغض النظر عن الصياغات الموجود لترضية الشرعية التي ستنتهي ولايتهابنهاية الحرب، فان الاتفاق لا يلزم المجلس الانتقالي بالتنازل عن برنامجه السياسي الذي سيظل مطروحا للتفاوض السياسي مع الشمال بعد نهاية الحرب بما في ذلك حق الجنوب في استعادة دولته المستقلة.
تاسعا: ان تحقيق هذه المكاسب في ظل الظروف الإقليمية والمتغيرات السياسية ، والتآمر الكبير على المجلس الانتقالي وقضية الجنوب لا يعتبرانجازأنيا بل نجاحا استراتيجيا يؤسس للمرحلة القادمة ، فنضال الشعوب والانتصار لقضاياها لا يتم دفعة واحدة ، وتكون مراحل النضال خاضعه لقوانين ومتغيرات سياسيه وجيو سياسي ةفي المنطقة والعالم ولا تخضع للرغبات الذاتية،ومحاولة تجاوزها قد يسبب انتكاسات كبيره ، ولذلك فان المجلس الانتقالي قد ادار المفاوضات بحنكة سياسية كبيرة وابداء مرونة ومهارة عالية وفوت الفرصة على خلية التآمر داخل الشرعية لأفشال المفاوضات ومحاولتهاالابتزاز ووضع الشروط التعجيزية والتهديدات التي مارستها على المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة .
الحادي عشر: فشل رهان خلية الشرعية على احداث تصدع بين المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وبين المجلس الانتقالي والمملكة، وتمكنت الدولتان من تأكيد تحالفهما الاستراتيجي وشراكتهما الحقيقية التي تتجاوز أي خلافات ثانوية عابره، وتمكن المجلس الانتقالي من كسب ثقة واحترام المملكة العربية السعودية وتقديرها لتجاوبه البناء مع كافة المقترحاتا لمقدمة منها. كما ان إقرار الاشراف من قبل التحالف أسقط كل تخرسات الشرعية السيارةعلى دولة الامارات ودورها الإيجابي في التحالف.
الثاني عشر: لأول مرة منذ بداية الحرب يتم وضع الشرعية وفسادقياداتها ومسؤوليها تحت رقابة حقيقية ومكافحة الفساد والأشراف على كل المساعدات والمشاريع من قبل التحالف لتحقيق الشفافية وانهاء العبث وسرقة الأموال من قبل المتنفذين في الحكومة واتباعهم.