خبراء: حزب الإصلاح يوسع نطاق استقطابه للمتطرفين لنشر الفوضى في الجنوب
حذر خبراء عسكريون أوروبيون وعرب من إشعال إخوان اليمن (حزب الإصلاح) للوضع في جنوب اليمن، مستغلاً حلفاءه من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، لافتين في الوقت ذاته إلى أن الحزب يسعى الآن لتوسيع تلك التحالفات مع التنظيمات المتطرفة، بفتح خطوط اتصال جديدة مع جماعات وتيارات وأفراد متطرفين، وتوسيع نطاق الاستقطاب لتقوية شوكة التيار الإرهابي في محاولة لخلط الأوراق للسيطرة على نطاق جغرافي تنطلق منه عمليات السيطرة على البلاد، وهو التكتيك الذي اتبعه تنظيم «داعش» في كل من العراق وسوريا، مؤكدين لـ«البيان» أن ما يزيد الأمر تعقيداً هو وجود ارتباط واتصال ملحوظ بين تنظيمي القاعدة وداعش من جهة وأحزاب سياسية مثل حزب الإصلاح، وهو ما أكدته العمليات الإرهابية الأخيرة وتعليق بعض المسؤولين اليمنيين ورموز الإخوان وشخصيات أخرى على الأحداث.
وقال الضابط السابق لدى وزارة الدفاع الفرنسية والأستاذ في المدرسة العسكرية بباريس ديلون غوادر، لـ«البيان»، إن الحوادث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في المناطق المحررة جنوب اليمن تؤكد أن التنظيمات الإرهابية وخاصة القاعدة وجدت الضوء الأخضر من حليفها حزب الإصلاح الحليف الأهم والجهة القادرة على توفير السلاح والعناصر الإرهابية، وهو نفسه الحزب المتربص لاقتناص فرصة القفز على أي سلطة ولو محدودة، وهنا يلعب أشخاص محددون- دور المنسق بين الفصائل والفلول لتوحيد الصف، خاصة من لديهم مراكز قيادية في “القاعدة”، وفي الوقت نفسه لديهم صداقات مع مسؤولين في الحكومة، هذه المعطيات تؤكد أن التنظيمات المتطرفة وخاصة القاعدة تتحرك في سباق مع الزمن لقلب موازين القوة في اليمن، وتحويلها إلى قنبلة موقوته كما كان الوضع في العراق قبل تحريره من «داعش» ما يهدد المجتمع الدولي وينسف جهود التحالف العربي لتحرير اليمن من التطرف والإرهاب خلال أربع سنوات مضت.
وأضاف، إيمانويل غونزاليس، الضابط السابق لدى القوات الجوية الإسبانية والمحاضر المتعاون في كلية الدفاع في حلف شمال الأطلسي «الناتو» في روما: إن الوضع السياسي الحالي في اليمن يكشف مخطط «الإخوان» القائم على تمدد تنظيم القاعدة تحديداً لمعرفته الكاملة في البلاد، وبتحالف مع تنظيمات أخرى بايعها وأعلن الولاء لها مثل «داعش»، ليسيطر على نقاط جغرافية متفرقة بواسطة فصائل صغيرة من المقاتلين تتمركز على شكل دائرة واسعة وتتحرك نحو مركز الدائرة للسيطرة على جميع المناطق الممثلة لمحيط الدائرة التي قد يكون نطاقها جنوب اليمن بالكامل، وهو أسلوب حروب العصابات الذي انتهجته التنظيمات الإرهابية منذ أول القرن الحالي، مستفيدين من الإضعاف المتعمد لقوات الأمن والنخب والأحزمة الأمنية التي بذل التحالف جهوداً جبارة لتدريبها خلال أكثر من أربع سنوات مضت، وخاصة في عدن وأبين ولحج وحضرموت، ما يعني أن الحاجة مُلحة الآن لتعزيز قوى الأمن ودعمها لمواجهة الميليشيا والفصائل والتنظيمات الإرهابية المتحالفة مؤخراً وإعادة الاستقرار للمناطق المحررة مرة أخرى.
واختتم، أولفير كليج، الضابط السابق في إدارة الاستخبارات الداخلية البريطانية «إم أي 5» سابقاً، بالتأكيد على أن الحوادث الإرهابية التي وقعت في عدن يوم الجمعة، جاءت بعد ساعات فقط من طرد ميليشيا حزب الإصلاح من عدن، واحد منها فقط تبناه تنظيم «داعش» وهذا يحمل دلالات ومعانٍ كثيرة جداً، ويؤكد التنسيق بينهم، وأن هناك خطوط اتصال قوية بينهم وبين القاعدة، أكثر التنظيمات الإرهابية معرفة باليمن ودروبه وتضاريسه، حيث تمركزت القاعدة في المناطق الجبلية في «أبين وشبوة والبيضاء» منذ تسعينيات القرن الماضي، وتمركزت بشكل متفرق في صورة فصائل صغيرة وما زالت موجودة حتى الآن وربما بشكل أقوى مما كان في السابق، واليوم وجدت «العقل» أو المحرك لها المتمثل في حزب الإصلاح، وبدأت تتحرك وفق خريطة تفوح منها رائحة هذا الحزب أو التنظيم أو الفصيل الإخواني، وبصماته واضحة جداً، لا سيما في حالة العدائية الثأرية تجاه قوات النخب والأحزمة والمقاومة الجنوبية، وهو عداء سياسي يفضح دور حزب الإصلاح وعلاقاته بالتنظيمات الإرهابية، ومخططاتهم المستقبلية، التي يجب أن يتصدى لها التحالف العربي والقوى الدولية كي لا تتحول إلى عراق جديد.