تقرير: “قبائل اليمن الزيدية” بين مطرقة الحوثي وسندان الإخوان
وثقت ميليشيات الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، عملية إعدام وسحل لزعيم قبلي في محافظة عمان إلى الشمال من العاصمة اليمنية صنعاء، في واقعة جديدة لما تمارسه المليشيات الحوثي ضد القبائل اليمنية الزيدية التي تنتمي إلى هضبة أقصى الشمال اليمني.
وأظهر تسجيل مرئي وثقه مسلحون حوثيون، قيامهم بإعدام وسحل زعيم قبلي في عمران، تبين في الأصوات الخلفية انه تعرض للإعدام بتهمة الخيانة للميليشيات الحوثي.
لمشاهدة التسجيل المرئي وفيديو القتل والسحل المروع على هذا الرابط:
https://twitter.com/Yemengd/status/1153390632234303489
وقال مصدر قبلي في عمران ومصدر أمني “غير رسمي” في صنعاء لـ24: “عناصر من مليشيات الحوثيين قامت بإعدام الشيخ مجاهد قشيرة الغولي، وسحله في بلدة ريدة بمحافظة عمران، والتنكيل بجثته”، مشيراً إلى أن عملية الإعدام كانت بشعة للغاية، فقد قام مسلحون حوثيون بإطلاق النار على أقدامه وأنحاء متفرقه من جسده، ثم قاموا بسحبه في الشوارع حتى توفي”.
تبرير الإعدام
وأكد المصدر القبلي أن ميليشيات الحوثي بررت ما فعلته بالشيخ الغولي بانها بعد أن وثقت فيه ومنحته صفة مشرف على بلدة ريدة، لكنه خانها وقام بقتل 4 من قيادات الحوثي، وان ما قامت به من سحل له في الشوارع حتى يكون عبرة للقبائل اليمنية الزيدية وتحذير من مغبة أي تمرد أو عصيان للأوامر الصادرة من مشرفي الحوثي الذين ينتمون سلاليا الى الحوثية الهاشمية”.
حوادث مشابهة
وقال مصدر أمني في صنعاء إن “الحادثة ليست الأولى التي يقوم فيها الحوثيون بإعدام زعيم قبلي في عمران، بل أن العاصمة اليمنية شهدت حوادث مشابهة، وأن الكثير من زعماء القبائل تعرضوا لعملية سحل وتنكيل في الشوارع”.
وأضاف المصدر” مليشيات الحوثي تقوم بقتل شيخ قبلي أو أي فرد من أفراد القبائل الزيدية “حاشد وبكيل”، ثم تقوم بتحكيم القبيلة التي ينتمي اليها المجني عليها، بذبح ثور و3 قطع سلاح “آلي”، وينتهي الأمر”.
استهداف القبائل
وقالت مصادر سياسية يمنية “أن ما تقوم به مليشيات الحوثي في صنعاء، من اعتداءات ضد المواطنين، بأنه إجراء تقوم به الميليشيات الحوثية منذ وقت مبكر، هي لا تريد أن يحكم أحد غير الأشخاص الذين ينتمون إلى الجماعة الحوثية”.
وأضافت المصادر “أن قبائل الرزاما لا تزال تتهم المحسوبين على عبدالملك الحوثي بالتورط في مقتل صالح الصماد الرئيس السابق للمكتب السياسي للحوثيين، وتم تنصيب مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي السابق خلفا له”.
وأكدت المصادر أن تصفية الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، يندرج في هذا السياق، حرب الميليشيات ضد كل من ينتمي إلى القبائل وإن كانت قبائل زيدية”، مشيرة إلى أن الكثير من القيادات الحوثية التي تنتمي سلالياً إلى الجماعة لا تتعرض لأي عقاب مهما عملت من تجاوزات، لأنها تمتلك حصانة الانتماء إلى سلالة الحوثي الهاشمية”.
سندان الإخوان
ونقل الموقع عن مصادر قبلية وسياسية يمنية تفاصل وأسباب جعلت القبائل الزيدية تعيش في حالة من الهون، فشلت على أثره في التصدي لتجاوزات الحوثيين ضد القبائل.
وأوضحت المصادر أن الكثير من زعماء قبائل الزيدية وخاصة قبيلة حاشد التي يتزعمها قادة من تنظيم إخوان اليمن، “أسرة آل الأحمر” لا ترغب في مواجهة الحوثيين، نظراً للتقارب المعلن بين التنظيم الممول قطرياً وميليشيات الحوثي الموالية لإيران”.
وأكدت أن التقارب الإخواني الحوثي المعلن، أعاق القبائل عن القيام بدورها في مواجهة الحوثيين، في حين ان الكثير من زعماء القبائل هم في الأساس قيادات في تنظيم الإخوان ومنهم الزعيم القبلي لقبائل حاشد صادق الأحمر، وهذا التقارب تقول المصادر إنه “قد يسير في نفس الطريق التي سار فيها حليف الحوثيين السابق علي عبدالله صالح، بعد أن انتهاء بقتله من قبل الحوثيين”.
وعلى الرغم من الضغط القطري على إخوان اليمن، للتوافق مع الحوثيين، إلا أن الجماعة الإيرانية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل بهم، الأمر الذي قد يعني أن السندان الإخواني سوف ينكسر بمطرقة الحوثيين التي باتت تطرق زعماء القبائل اليمنية التي أصبحت مشتتة بفعل الانقلاب.. فالتقارب بين قطر وايران والذي انعكس على الإخوان والحوثيين “اذرع الدولتين في اليمن”، قد ينتهي ولكن بعد ان تحصد بنادق الحوثيين الكثير من زعماء وشيوخ قبائل اليمن الزيدية”.