ثقافة ملتبسة
للمرة الثانية يتحدث السيد بوريس جونسون المنافس على
منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا ، بعد استقالة تريزا ماي ، عن الاسلام بصورة ملتبسة .
هذه المرة قال “إن الاسلام كان سبباً في بقاء المسلمين خلف الغرب ” .
هو يعفي الانظمة السياسية “الوطنية” بكل اخفاقاتها ، ومراحل الاستعمار مما تعرضت له الشعوب في هذه البلدان من تهميش ، ومما تعرضت له موارد هذه البلدان من استنزاف ، ومن السياسات الطائشة التي أدارتها .
هذا الالتباس يعكس حقيقتين :
الأولى ان الخلفية الثقافية التي ينطلق منها كثير من المثقفين الغربيين تعتمد على كتابات المستشرقين الذين استخدموا كل مهاراتهم في العمل البحثي في إتجاه واحد وهو أن تأبيد التخلف في البلدان الاسلامية كان بسبب الدين الاسلامي ، وتجنبوا الحديث عن الاستعمار والانظمة الاستبدادية في دعم عوامل التخلف في هذه البلدان ،
والثانية هي توجيه رسائل معينة يتخلص بموجبها مما أحدثه كلامه ذات مرة عن أصوله الاسلامية من ردود فعل لدى أنصاره .
لا يعكس حديثه من وحهة نظري موقفاً من الاسلام ، ولكنها الثقافة التي لم تجد ما يدحضها بالقول والفعل من قبل المثقفين المسلمين ، ناهيك عما لحق بالاسلام من ممارسات سياسية وفكرية جندت جميعها لتوظف لصالح ما شملته بحوث المستشرقين والمهتمين بالفكر الاسلامي في الغرب .