ما بين ٧ يوليو الإحتلال و٧ يوليو الثورة !
سيبقى التاريخ شاهداً حياً ولن يموت أبدا من ذاكرة أبناء الجنوب جيلاً بعد جيل لما لذلك من دلالات ومعاني تختزل أشياء وأشياء لا يمكن القفز عليها وتجاهلها أو حتى التبسيط أو التسطيح لفعل ( الرقمين ) اللاحق وعلى صعيد تدوين التاريخ بما هو تاريخ صنعته الحقائق والوقائع ..
فالفرق واضح وساطع — فعلاً ونتائج — ما بين يوم ٧ يوليو الأسود عام ٩٤م الذي أجتحاحت فيه جحافل الشمال الغازية أرض الجنوب وأسقطوا منذ ذلك اليوم إعلان مشروع ( الوحدة ) وسقطت معه بعدوانهم هذا تحت جنازير دباباتهم وراجمات صواريخهم وطائراتهم المتعطشة لدماء أبناء الجنوب وتدمير مدنهم وقراهم بل وحتى تم قصف مؤسسات الخدمات التي تعينهم على الحياة كالمياة والكهرباء والمستشفيات ومصافي عدن ؛ وما بين ٧ يوليو ٢٠٠٧م يوم إنطلاق المارد الجنوبي الجبار نحو تحقيق هدفه العظيم والمتمثل بإستعادة دولته وكرامته وكبريائه الوطني وتاريخه المجيد ؛ والذي أثبت قدرته وجدارته بإستعادة حقه وحقوقه وسيادته على أرضه حينما توج ذلك بإنتصاره المؤزر حين جرع الغزاة وبنسختهم الجديدة مرارة الهزيمة في حرب عام ٢٠١٥م
وهو ما يؤكد للجميع بأن الجنوب غير قابل للإنكسار أو القبول بأنصاف الحلول ولن تنطلي عليه كل وسائل المكر والخداع مهما تخفت خلف شعارات براقه وزائفة يعتقد من يسوقون لها بأنهم سينجحون في ذلك .. أنه السراب يا هؤلاء والغباء الكبير الذي تتمتعون به وتوهمون أنفسكم بأنكم قادرون على فرض مشروع ( وحدة الموت ) على شعب الجنوب العظيم مرة أخرى !
أن الطريق الأمثل لعلاقات سوية وندية وأخوية سليمة بين جنوبنا وشمالكم هو الإعتراف بحق الجنوب في إستعادة دولته وسيادته على أرضه بعيداً عن أية أوهام ضماناً لعلاقات حسن جوار متميزة بين شعبين شقيقين تربطهما علاقات متميزة وأواشج الأخوة التي تكونت عبر عقود طويلة من الزمن وهي متعددة الأبعاد والميادين وفي مختلف جوانب الحياة ؛ والتي بها وعبرها تصان فيها الحقوق المختلفة وتضمن كذلك إنسياب المصالح والمنافع المتبادلة وما أكثرها والقائمة على الإحترام المتبادل لطبيعة وخصائص النظام السياسي في كلا الدولتين الشقيقتين ..
وبغير ذلك فلن نجد للأمن والإستقرار مكاناً وستبقى الحروب عنواناً للصراع الذي يريده ويتمناه الطامعون والمتنفذون بثروات الجنوب من القوى التقليدية وأصحاب المشاريع الأيديولوجية المغلفة بالدين زوراً وبهتاناً ؛ وهو الأمر الذي لن يتحقق لهم بكل تأكيد ؛ مهما أبدعوا وتفننوا في محاولاتهم الدنيئة والخسيسة في إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الجنوب وتحت ذرائع مختلفة ؛ ولن ينجح مالهم السياسي المدنس من تحقيق غايتهم الشيطانية هذه ؛ فقد أدرك أهلنا في الجنوب من جبل صرفيت في حوف شرقاً وحتى باب المندب غرباً كل مآربكم وخطورتها على حياتهم ومستقبل أجيالهم ولن تمروا هذه المرة !