اشكالية الوحدة
منصور صالح
النظرة للآخر بكونه يمثل احتلالاً، ليست نظره جنوبية خالصة، فحتى الشماليون ممن يدعون عشق الوحدة ينظرون
للجنوبي في أرضهم على انه احتلال، طالما كان وحوده بصفته جنوبي، وليس جزءاً من منظومتهم المعادية للجنوب.
أثبتت الحرب الممتدة منذ خمس سنوات ان الشمال شمال ، والجنوب جنوب ، لا قبول لأحدهما بالآخر إلا اذا كان هذا الآخر مجرد مطية، او أداه لاستهداف أهله وناسه.
في هذه الحرب تميز الجنوبيون بالوضوح وبأن حربهم هي لأجل وطنهم واستعادة دولتهم وان وجودهم في الشمال لأسباب عدة مبررة، منها تأمين حدودهم ودعم المشروع العربي في مواجهة المشروع الايراني وضمن أهداف التحالف العربي.
أما الشماليون ، فمازالوا يمارسون الخديعة، ويظهرون خلاف مايبطنون، فهم مع الشرعية ويعملون ضدها ، وهم مع المقاومة الجنوبية التي تقاتل في ارضهم لكنهم يغدرون بها و يقاتلون مع الحوثي ويدعمونه بسلاح التحالف.
يرى الشماليون وللأسف في دخول الجنوبي بالقوة إلى أرضهم -وان كان دفاعاً عنهم وعن أعراضهم وأموالهم – بأنه يمثل اهانة لقيمهم ورجولتهم، فهو بالنسبة لهم أجنبي، وهو كافر ، وهو ناقص وليس قبيلي مثلهم ،ولذلك فهم يفضلون بقاء خصمهم الطائفي الحوثي على نصيرهم الجنوبي.
يقول قائد عسكري جنوبي بارز :لدينا من القوة مانستطيع بها تحرير الشمال كلها في أشهر معدودة اذا كنا سنواجه الحوثي فقط، لكن مشكلتنا في الحاضنة الشعبية هناك فهم ينظرون الينا كاحتلال ، وعدوان ومرتزقة ، وكثيراً ماتعرضنا للغدر في المناطق التي تواجدنا فيها ، رغم اننا كنا حريصين على حسن التعامل معهم وتقديم الحماية والعون والاغاثة لهم.
الختام
الانفصال متحقق في الواقع على الأرض وفي النفوس ، ولا يتحدث عن يمن واحد إلاّ مكابر أو لص ، أو مسكين لا يعلم بما يدور حوله