ذهب صالح.. فلتذهب ادواته إذا.. الإخوان كمصدر جماعي للرزايا
كما انتهت الحركات “الدينيّة” التي باعت الدين “بعَرَض من الدنيا قليل”.. حكماً كان أو مالاً أو عصبية، يجب أن تنتهي حركة الإخوان المسلمين.
لماذا يصرّ الإخوان على رفض هذه الحقيقة، لماذا تحول التنظيم الى دين، وصار جريان حكم الاقدار عليه ككل مكونات الحياة جريمة.
لقد صعد للحكم، ودخل وأدخل غيره السجون، وثار وقتلت قياداته كما قتل من خصومه.. وعليه اليوم أن يعترف بالقانون الانساني، قانون العمران، ويدخل قبره بسلام.
الان كلما قربت نهايته، زادت خطورته وضجيجه، ومول فكرا وعقلا وامكانيات النسخ الاكثر سوءا.
ولو أنه حل ذاته، لأراح واستراح.
عليهم رؤية مآلات فكرهم وتنظيمهم بغض النظر عما كانت عليه نواياهم ، حسنة او سيئة.
الاخوان، هم التنظيم الذي ارتقت على ظهره كُلّ الحركات المتطرفة من القاعدة وداعش الى الخمينية وحزب الله والحوثي.
كل هذه العِلل والأوساخ التي انتشرت في جسد المجتمعات هي أوراق في شجرة “الإخوان”.
الولاء والبراء.. السرية.. الاستعصاء.. التكفير.. الجهاد في سبيل الحكم.. العالمية.. المرشد، الولي.. الفقيه.. الاصطفاء..
عشرات المفاهيم التي تسللت للحياة الإسلامية من حلقات الإخوان وكتبهم، تحوَّلت قوة ضاربة تقتل وتهتك في إيران ولبنان ومصر وسوريا واليمن والجزائر.. وكل مكان في العالم.
لم تغادر مصر عهد الملكية حتى وجدت الإخوان يقيضون ثورة يوليو..
اشتعلت أفغانستان بشعارات الجهاد..
واحترق العالم العربي كله في صراعات الشرعية والمشروعية.
في لحظة فارقة من تاريخ اليمن قامت الوحدة، وبعد أن فشلوا في مشروع الجهاد ضد الدستور لحقوه بموضوع إخضاع الجنوب بالتغيير الديمغرافي وحرب 94 وما تلاها حتى اليوم..
وبعد أن كان صالح “الصادق الأمين”، أحرقوا مسجده بمن فيه..
ثم حبسوا العالم كله وراء مقولاتهم عن قوته، وأنه هو الشَّر المستطير، لم يتركوا له خياراً إلا التحالف مع الحوثي الذي غدر به لاحقاً..
واليوم يحمون الحوثي مرَّة أخرى بالحديث عن ترهات الصراع..
في كل أزمة لهم باب..
انتهى بهم المآل عِصيّاً بيد تركيا وإيران.. وليس في هذا مشكلة لو أنهم يعترفون بحدود هذه العلاقة ويقبلون بأن خصومهم سيعاملونهم بالمثل..
لكنهم لا.. يريدون قتلك بأي تهمة، وإن وجهت لهم مجرد نقد لفظي أو رددت على جريمتهم بطريقتهم رجعوا يصيحون كما لو كانوا لتوّهم خرجوا من المحراب.. وأنت جئت إليهم وتعديت عليهم.
يحتمون بسلاح الإمارات في مأرب، ثم يجيشون ضد عدن والمكلا إن حمتها ذات الصواريخ.
يتظاهرون طلباً للمليارات لتحرير تعز، ويرون ملايين تدفع لتحرير الحديدة “جريمة”..
وكل هذا يسندونه بقرآن وأحاديث وإسلام.
حتى الإسلام، يريدون مصادرته.. فالسلفيون مجرمون. والصوفية قبوريون… وهكذا، افسحوا الطريق، باعدوا من طريقهم هم وحدهم..
سيهاجمون السعودية بأسماء وهمية تحتشد في كل معركة ضد خصومهم من داخل السعودية، فإن قلت لهم: هذه باطنية وعمل سري، صاحوا عليك: أنت مُخبر.
تخيلوا الإخوان يقولون على من يكشفهم أنه مُخبر.. والمخبر طبعاً هذا يعني عساكر الأمن، التنظيم الأمني الذي يحاسب الناس على أنفاسهم يتحدث عن المخبر.
سيقيمون المهرجانات باسم “أمهات المعتقلين”.. فتقول لهم: هل تعترف هذه الأمهات بجرائم أبنائهن، وبأن ضحايا إرهاب ابنائهم هم أيضاً أمهات وأبناء، تحوّلوا أتقياء ورِعين يحدثونك عن القسوة في خطابك ضد أمهات “المعتقلين”..
ليس هناك إرهاب، ولا جرائم.. بس في معتقلين.
ليس للضحايا أمهات، فقط الارهابيين لهم أمهات.
وبالطبع بين المعتقلين من يشبهون الضحايا، اعتقلوا تعسفا او خطأ أو تجاوز، لكن مركزية ادعاء الطهر في فكر الاخوان، لاتتيح أي موضوعية في التعامل.
هم وهم فقط وهم جمعيا بلا استثناء، الصواب والعدل والحق والمظلومية.
وضحاياهم وخصومهم والاخرين، مدانين متهمين يستحقون كل اوصاف الشر..
إن اعتقلت في تركيا فأنت تستاهل، وإن استلمت مالاً من قطر فأنت مجاهد.. وإن اعتقلتك السعودية أو مصر فأنت المجاهد هنا، وإن كانت لك مصلحة مدعومة من الرياض أو أبو ظبي فأنت عميل.
وأيضاً كل هذا باسم الدين.
اخدمهم، أنت قديس، قل كلمة حق في وجههم، أنت، إذاً، شيطان رجيم..
الدين عندهم علبة ألوان.. حسب الحاجة.
يا إخوان، صدقوني.. فيكم رجال رائعون، لكنهم مثل حبّات الذهب في برميل قمامة.. اكرعوا هذا البرميل، ستعيشون بخير وستخدمون اوطانكم ودينكم ودنياكم.
اتركوا مبادئكم للتاريخ، ما كان صالحاً منها سيتم إعادة توظيفها من قِبل الناس، وحين ستتحررون من تنظيمكم ستتحررون من كل هذه الشرور، كما حدث في كل التاريخ..
وستعودن رجالاً صالحين في مجتمعكم.
اهدموا معبد الشر الذي بنيتوه فإنه منه خرج لنا ولكم الحوثي، شرير مسلح، كما خرج منكم الخميني قبله.
على الأقل باعتباركم بقايا دولة الرجل الصالح، فاذهبوا مع ماذهب.
أذهبوا أنتم تجربتكم، وفكروا بعدها بتجربة أخرى لاتمت لماضيكم بصلة.
يا إخوان المسلمين.. ارحموا الإسلام واتقوا الله في المسلمين.