سقوط أخير
بسقوط الريال اكتملت حلقة السقوط ، لم يعد هناك ما يمكن أن يسقط ، هناك شيء واحد ينتظر الجميع وهو غرق السفينة .. فالعملة هي الربان الذي يظل يقاوم السقوط ليحمي الركاب من الغرق ، أما وقد هوت الى القاع بهذا الشكل المروع وعلى هذا النحو الذي سيطحن الناس فوق ما هم عليه من معاناة فلا بد من التفكير بإعادة بناء المشهد بقواعد يتكامل فيها السياسي والاقتصادي والعسكري .. أثبتت التجارب أن تفرد البندقية بالمشهد يقود في نهاية المطاف إلى الخراب .. وخاصة عندما تمتد الحروب إلى آجال بلا نهاية .
مثل هذا الإنهيار لا يخرب شيئاً أكثر من تخريب عملية استعادة الدولة ، وهو ما يخدم الانقلابيين بدرجة رئيسية بتصنيف الذي قاموا بالانقلاب بأنهم ممن لا تعنيهم الدولة في شيء بقدر ما يعنيهم استثمار هذه الانهيارات في جني الثروات ونهب موارد البلاد وإدمان الحرب والفوضى .
لقد تحدثنا أكثر من مرة بأن استعادة الدولة هي عملية مركبة ، ليست عسكرية فقط، ولكنها سياسية واقتصادية واخلاقية ومثال ونموذج ورؤيا شاملة تستطيع أن تعيد بناء المشهد لتتجنب مثل هذا السقوط الذي يعصف بكل جهد على طريق استعادة الدولة .