احتجاجات أمام وزارة التربية والتعليم في عدن رفضًا لمواصلة إضراب المعلمين وبدء امتحانات الثانوية دون تعليم

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، صباح اليوم الأحد، وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى وزارة التربية والتعليم، نظمها أولياء أمور وطلاب من مختلف مديريات المحافظة، رفضًا لاستمرار الإضراب الذي تنفذه نقابة المعلمين، وتعبيرًا عن رفضهم القاطع لإعلان الوزارة بدء امتحانات الثانوية العامة دون أن يتلقى الطلاب تعليمًا فعليًا خلال العام الدراسي.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بإنقاذ العملية التعليمية في المحافظات المحررة، مؤكدين أن قرارات الوزارة الأخيرة تمثل “استهدافًا صريحًا لمستقبل الطلاب”، وتهدد جيلًا كاملًا بالضياع، في ظل استمرار توقف الدراسة لأشهر بسبب الإضراب الذي جاء احتجاجًا على تردي أوضاع المعلمين المعيشية وتأخر صرف مستحقاتهم.
وقال عدد من أولياء الأمور لصحيفة “عدن الغد” إنهم فوجئوا بإعلان الوزارة جدول الامتحانات الوزارية للصف الثالث الثانوي دون أن تتم معالجة الإضراب أو تقديم أي حلول تضمن الحد الأدنى من التعليم. وأضاف أحد أولياء الأمور: “أبناؤنا لم يتلقوا أي تعليم فعلي منذ بداية العام، وها هي الوزارة تقر الامتحانات دون أن تضع اعتبارًا لهذا الوضع، وكأن الطلاب آلات تحفظ المقررات من فراغ”.
وشهدت الوقفة مشاركة واسعة من طلاب المدارس الثانوية، الذين عبروا عن سخطهم من الإجراءات التي وصفوها بـ”غير المسؤولة”، معتبرين أن فرض الامتحانات في ظل الإضراب القائم يعد استهتارًا بحقهم في التعليم العادل، ومطالِبين بتأجيل الامتحانات حتى يتم إنهاء الإضراب واستئناف الدراسة بشكل منتظم.
وفي المقابل، أشار مشاركون في الوقفة إلى أنهم لا يحملون المعلمين المسؤولية، بل يوجهون اللوم إلى الحكومة والجهات المعنية التي تجاهلت مطالب الكادر التربوي، وتسببت في خلق أزمة تضرب التعليم في جوهره. ورفع بعض المحتجين لافتات كتب عليها: “لا تعليم.. لا امتحانات”، و”نرفض التلاعب بمصير طلابنا”، و”نطالب بحل جذري لأزمة التعليم”.
من جانبه، قال أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للوقفة إن هذه الخطوة “رسالة واضحة إلى وزارة التربية والحكومة بأن الطلاب ليسوا أوراقًا يمكن تمريرها في جداول، بل هم مستقبل وطن بأكمله، ومن غير المقبول أن تستمر الحكومة في تجاهل حقوقهم”، مشددًا على أن “الوقفة اليوم ليست إلا بداية لتحركات قادمة ما لم يتم التراجع عن القرار وإيجاد حل عاجل وعادل”.
ورغم المطالب المتصاعدة، لم تصدر الوزارة حتى لحظة كتابة الخبر أي بيان رسمي بشأن الوقفة أو مصير الامتحانات القادمة، في حين لا تزال نقابة المعلمين متمسكة بمطالبها المتعلقة بتحسين الأجور وصرف المستحقات المتأخرة، مؤكدة أن الكادر التربوي يمر بظروف معيشية قاهرة لا تمكنه من أداء رسالته التربوية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه قطاع التعليم في عدن وعدد من المحافظات الخاضعة للحكومة من أزمات متراكمة، أبرزها ضعف التمويل، غياب الخطط الإصلاحية، واستمرار الإضرابات والاحتجاجات من قبل المعلمين والإداريين، وهو ما يهدد بترسيخ حالة من الانهيار في البنية التعليمية الرسمية.
ويطالب المحتجون بضرورة تدخل رئاسة الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي بشكل مباشر لمعالجة هذه الأزمة، قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى فقدان ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم.