مقالات وكتاب
تحريض أبين ضد أبين
*
________________د عيدروس نصر.
هناك حملة ممنهجة تقودها مجاميع من مروجي الفتنة وصناع الضغائن موجهة لمحافظة أبين ضد نفسها وأهلها، وهي حملة خائبة كسابقاتها التي دشنها زعيم الفتنة الأول عندما تحدث عن حكاية “من الطاقة الى الطاقة” ومول لها ما سميت ب”لجان الدفاع عن الوحدة” التي دشنت جرائمها بعيد انطلاق الثورة الجنوبية السلمية في العام ٢٠٠٧م، نعود ونقول أن الحملة الممنهجة تصطنع دفاعا لا معنى له عن أبين وتحريضا له ما وراؤه من المآرب ضد أبين أولا والجنوب ثانيا.
أبين هي من أكثر مناطق الجنوب عرضة للظلم والإهمال والتجاهل والتخريب والعبث، منذ العام ١٩٩٤م وهو ما يفترض للغيورين على أبين أن يتصدوا له دفاعا عن هذه المحافظة الباسلة.
وحتى وهي تتمتع بأعلى نسبة من المسؤولين في السلطة الحالية، من رئيس الجمهورية إلى نائب رئيس الوزراء إلى عشرات وربما مئات الوزراء ونواب الوزراء والوكلاء ومدراء العموم والسفراء ومن في حكمهم، بقيت ابين صورة من صور الظلم والتهميش والتجاهل، وهو ما يعني أن الذين يتباكون على أبين أنما يمارسون ابتزازا جديدا ليس فقط لقوى الثورة الجنوبية وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، بل وحتى للسلطة (الشرعية) التي رغم الحضور الأبيني الوافر فيها لم تتكرم لأبين بمشروع طريق فرعي معبد من كيلومتر واحد فقط ولا ساعة كهرباء واحدة تميزها عن سواها، ولم تتصدق لمستشفى الرازي بعلبة سم لقتل الفئران التي تسرح وتمرح في أجنحته وساحاته، كي لا نتحدث عن المشاريع الاستراتيجية العملاقة التي تمتص البطالة وتنعش حركة الاقتصاد وتستثمر في ثروات ابين المتعددة وتصنع وفرة في الاحتياجات وتحقق عائدا من العملة الصعبة للبلد وأهلها.
ارتفع النحيب وتعاظم الصراخ وازداد العويل لأن أبين لم تحض من المجلس الانتقالي سوى بثلاثة أعضاء في هيئة رئاسة المجلس التي عدد أعضائها ٢٦ فقط.
ومع إن المجلس الانتقالي ليس لديه ثروة ولا سلطة ولا يتحكم في موارد البلد يظل السؤال ماذا قدم الجيش الجرار من المسؤولين الأبينيين في السلطة الشرعية لأبين وأهلها؟
لقد راكم معظمهم (ولا نقول كلهم) الملايين والمليارات من الفساد والعبث ومن تهريب الوقود والمتاجرة بالإغاثات ومن مخصصات الإعمار ونهب المعونات الدولية ومن غيرها وغيرها من اوجه الكسب غير المشروع أما أبين الارض والإنسان فلم ينالا إلا الإفقار والتدمير والنهب والعبث والإرهاب.
اسألوا أبناء أبين ما هي المنجزات التي حققوها وما هي المكاسب التي تحصلوا عليها منذ ١٩٩٤م وسيجيبون عليكم: أن الذين يتباكون على أبين إنما يسعون لتكريس المزيد من السلب والنهب والفساد والإثراء غير المشروع على حساب آلام أبين ومعاناة أبنائها.