بالأدلة التأريخية والواقعية (حالمين إمبراطورية سبأ القديمة)
_ أتحدث هنا عن حقيقة ، وأسرد بعض الأدلة وليس كلها لأن البقية سأسردها لاحقاً ، وأنا متحدياً ومستعداً للمناظرة.
_ بعد إنتقال حالمين من إمبراطوربة السمادعة إلى إمبراطورية التبابعة ، إنتقلت المرحلة الثالثة إلى إمبراطورية سبأ القديمة ، وسبأ القديمة غير سبأ الأخيرة ، ولذا تجد الباحثين يخلطون بين مملكة سبأ والقادريين وغالبيتهم أتفق على أن سبأ هي نفسها مملكة القادريين والبعض لا زال مختلف ، ولكنهم لو فرقوا وعرفوا أن هناك سبأ قديمة وسبأ أخيرة لأنكشف اللبس واتضح الأمر ، كما تجد الكثير من الباحثين يخلطون بين نسب سبأ وحمير ، من ينسب حمير لسبأ ومن ينسب سبأ لحمير ، والحقيقة هناك لفظ أطلق على قوم لقيامهم بالسبي وهو الأقدم والتي ينسب لها سبأ القديمة ، وهناك سبأ هو إسم شخص سموه بسبب أن أجداده أطلق عليهم سبأ لقيامهم بالسبي ، وهذا جاء في وقت متأخر ومن نسله من أقاموا مملكة سبأ الأخيرة.
مملكة القادريين التي أطلق عليها قيدار كما ذكرتها النقوش الأشورية ، وسبأ القديمة تم ذكرها في آن واحد في بداية الألف الأول قبل الميلاد.
واختلف الكثير من المؤرخون في من ينسب مكان شمال الجزيرة العربية مكان تواجد القادريين تابع لجنوبها مكان تواجد سبأ ، ومن ينسب مكان تواجد سبأ في الجنوب تابع لمكان تواجد قيدار في الشمال ، ومن يدعي أن قيدار هي في الشمال والجنوب وليس هناك سبأ ، ومن يدعي أن سبأ هي في الشمال والجنوب وليس هناك قيدار.
في النقوش الأشورية.
بعد الصراع الذي حدث بين قيدار أي مملكة القادريين والأشوريين وتغلب الأشوريين فرضوا الجزية على قيدار وهناك نقوش أشورية ذكرت عدة ملوك من قيدار قام بدفع الجزية كالملكة زبيبة.
كما ذكرت النصوص الآشورية السبأيين وحاكمين لهم في ثلاث مناسبات ترجع إلى أعوام 738 و 714 و 685 ق. م. فذكر نص للملك الآشوري تيجلات بيليسر الثالث في عام 738ق. م. أنه تلقى جزى السبأيين من الذهب والإبل والتوابل. وأكد نص للملك سرجون الثاني ملك آشور في عام 724ق. م.
إنه تلقى من إتي أمر السبأي (أو السبئي) جزى من الذهب والأحجار الكريمة والأعشاب والخيول. ثم ذكر نص لولده الملك الآشوري سنحاريب في عام 685 ق. م. أنه حين احتفل بوضع حجر أساس بيت أكيثو (وقد يكون معبدًا أو حصنًا أو قصرًا). استقبل مندوبا عن الحاكم السبأي كريبي إيلو حمل إليه جزاه (أو هداياه) من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة والطيوب، ووضع جانبًا منها بأمر مولاه في أساس المبنى الجديد.
في المصادر التأريخية:
ذكر بن جرير في كتابه تاريخ الملوك والرسل أن بنو قادر هم سبأ والدادان وحضارة ثالثة تم مسحها من كتاب بن جرير الأصل المكتوب بخط يده ، البعض فسرها بأن الثالث هم مانه والبعض ذكرها ناسه وكلها أسماء لا تواجد لها على الواقع ، إنما الذي يحتمل أنه الممسوح هو مصطلح حمير ، حيث هناك دلائل سنتطرق لها فيما بعد.
احتفظ بصورة نسخة لصفحة من كتاب بن جرير الأصل المكتوب بخط يده ذكر أن بنو قادر هم سبأ والدادان و …. وما بعد الواو الأخيرة ممسوح.
ذكر ابن منظور في كتابه لسان العرب أن بنو قادر هم من كانوا يقومون بالسبي ، حديث كعب لأسبينكم لبني قادر فإنهم إذا أقدموا على موضع لم يتركوا منه شيئ.
ومن كلام بن جرير وابن منظور تأكيد على أن سبأ القديمة هي نفسها قيدار وأن قيدار هي سبأ ، وأن السبي أطلق على بني قادر فأطلق عليهم سبأ ، وإنما النقوش الأشورية ذكرتهم حيناً بسبأ وحيناً بقيدار أي قادر.
تناول بعض المستشرقين نشأة السبأيين (أو السبئيين كما يكتب اللفظ أحيانًا) من أكثر من زاوية واحدة، ويمكن إيجاز آرائهم فيها في نظريتين رئيسيتين، وهما:
أولًا: نظرية زكاها عدد من الباحثين (مثل شرادر وكيبرت وهارتمان ودلتش وفريتز هومل)، ورأوا فيها أن السبأيين عاشوا أصلًا في شمال شبه الجزيرة العربية قرب منطقة الجوف الشمالي واستمروا فيها على البداوة زمنًا طويلًا، ثم دفعتهم دوافع معينة إلى الاتجاه نحو جنوب شبه الجزيرة قبيل بداية القرن الثامن ق. م بقليل حيث استقروا فيه.
ثانيًا: نظرية ألمح إليها باحثون آخرون (ومنهم مولر وجلاسر وفنكلر ومايرثم ألوا موزيل). ويرون فيها أن السبأيين عاشوا منذ بداية أمرهم في الجنوب العربي، ولكن جالية منهم اتجهت خلال القرن الثامن ق. م أو قبله بقليل إلى الشمال وأقامت قرب واحة تيماء ومنطقة الجوف الشمالي لترعى المصالح التجارية لقومها في شمال شبه الجزيرة وعلى طرق القوافل المتجهة منها إلى الهلال الخصيب.
ومع منطقية كل من هاتين النظريتين، يبدو أن النظرية الثانية منهما هي الأقرب إلى الصواب. أي سبأ التي أطلقوها على مكان تواجد قيدار في شمال الجزيرة وعاصمتها دومة الجندل وتيماء ، هي نفسها سبأ التي جاءت وتفرعت من مملكة لقدور وعاصمتها حالمين في جنوب اليمن ، وكلاهما مملكتان كونت إمبراطورية أطلق عليها لفظ العربية حكمت كل الوطن العربي ثم أمتدت إلى خارجه لتقيم مملكة تابعة لها في الحبشة وفي كرد العراق كما سنتطرق له هنا أيضاً.
في الواقع:
هناك أسماء لسبأ في حالمين كالجبل السبأي ، وفي قرب حالمين كوادي سبأ ، وهذا ما يؤكد أن سبأ القديمة هي منبعها وأنها هي مملكة لقدور وعاصمتها حالمين . وأن سبأ القديمة التي هي نفسها بنو قادر كانت حالمين وردفان وإب والجنوب.
هناك إسم بني سبأ عزلة في إب القفر وهؤلاء من اتجهوا إلى مأرب وأقاموا مملكة سبأ الأخيرة ، فإمتداد حالمين كان إلى إب وحل هناك حمير الأصغر والذي سمى أحد من أبناءه سبأ ، وإب التي كانت إمتداد من حالمين بعد قيام مملكة مدحجين التي تطرقت لها في بحث سابق ، انطلقت من إب ثلاث ممالك هي سبأ الأخيرة ومعين وحمير وكلاهما في ما بعد القرن الرابع قبل الميلاد ، وكما ذكر المحقق الأكوع في حديثه عن حبيش إب أن الرؤساء قبل الإسلام أتجهوا من هذا المكان ، أشار لحمير ومعين وسبأ وسبأ هي الأخيرة وليست القديمة.
ولذا الكثير يخلطون تزوير نسب سبأ وحمير غير مفرقين بين سبأ الذي هو إسم رجل وحمير الأصغر ويجعلون نهاية النسب مابين إنتساب حمير لسبأ أو سبأ لحمير ، والحقيقة أن سبأ الذي يدعون انتسابه لقحطان بن هود ، إنما هو سبأ بن حمير الأصغر المنتسب للهميسع والهميسع هو بن قحطان بن يمن بن قادر ،كما قال بن خلدون وقادر كما أشارت مصادر تحدثنا عنها سابقاً هو بن كركر بن عمليق وعمليق هو عريب بن سام بن نوح، وسبأ وحمير من نسل قادر ولكن حمير قبل سبأ.
في القرآن الكريم:
ذكر سبأ في موضعين.
سبأ التي آمنت مع سليمان.
وسبأ التي أعرضت وأرسل عليها سئل العرم.
وهذا ما يعني أن هناك قسمان سبأ آمنت وسبأ أعرضت.
لا توجد مصادر ولا نقوش تؤكد نهاية مملكة القادريين في شمال الجزيرة التي أطلق عليها قيدار والتي هي نفسها سبأ القديمة ولها عاصمة في جنوب اليمن في حالمين ولها مملكة تتبعها في الحبشة وأخرى في الكرد بالعراق وجميعها تشكل إمبراطورية عربية.
ولكن القرآن يدلل أن نهاية تلك الممالك والإمبراطوريات هو بالإيمان وبعهد النبي سليمان الذي آتاه الله الملك وعلمه منطق الطير ، وهذا العهد مؤشراته في القرن الرابع قبل الميلاد ، وبعد إنتهاء عهد النبي سليمان تم الإنتقال إلى مرحلة أخرى ، هي مرحلة تشكلت فيها عدة ممالك في اليمن كقتبان وأوسان وسبأ الأخيرة في مأرب وكندة ومعين وفي شمال الجزيرة الأنباط وتدمر وغيرها ، واحتفظت حالمين أيضاً بأن تكون مملكة وعاصمة مملكة ولكن نطاقها الداخلي محدود تحمل إسم لقدور وتعمل بنظام المثامنة ، إختلفت مع قتبان ثم توحدت معها ضد سبأ التي كانت تخوض صراع مع الجميع ، كانت سبأ قد قضت على حالمين ثم تحالفت حالمين مع قتبان وشكلا مملكة واحدة ، وهذا ما سنتحدث عنه لاحقاً وبالإدلة ، وهناك نقوش تؤكد على صراع سبأ مع عدة ممالك.
كان نهاية سبأ الأخيرة بسيل العرم كما ذكر القرآن ، وهو الأمر الذي مهد وساعد بعدها لقيام مملكة حمير وذو ريدان.
من كبروا تأريخ سبأ الأخيرة نسباً وزماناً ، كان على حساب تضييع سبأ القديمة التي منبعها من حالمين الجنوب.
وهذا العمل تشارك فيه صنفان مختلفان ، المتعصبون مع عدنان والمتعصبون مع كهلان.
فمن نسبوا قادور أول من سكن حالمين ومن نسله تكونت قيدار وسبأ القديمة إذا نسبوا قادر إلى ابن النبي إسماعيل ، هم مثل من نسبوا سبأ الأخيرة إلى قحطان بن النبي هود من أجل أن يكبروا نسب كهلان.
وسبأ الأخيرة التي اتجهت من إب إلى مأرب ، وإذا كان من نسلها كهلان فهو كهلان بن سبأ بن حمير الأصغر الذي إسمه زرعة وبعده زرعة أكثر من عشرين إسماً كما ذكر الهمداني حتى يتصل بأيمن ابن الهميسع والهميسع من نسل قحطان بن قادر ، وقادر ليس هو قيدار كما يدعي العدنانيون وإنما هو من قادور بن كركر بن عمليق بن نبي الله سام.
وأيضاً قاموا بنسب تأريخ حضارة سبأ القديمة إلى سبأ الأخيرة وضموا لها المكاربة ، كما ضموا لها تأريخ حمير الذي أتي بعدها وجعلوها مملكة سبأ وذو ريدان ، والمكاربة ينتمون لحالمين الجنوب وهم من بنو قادر الذي أطلق عليهم سبأ لقيامهم بالسبي ، والدليل على أن أسماءهم بعضها مطابق لملوك قيدار وبعضها مشابه.
بعد نهاية سبأ بسيل الطوفان انتشروا وبعد ذلك كان عهد قامت فيه دول كالمناذرة والغساسنة ، مع العلم أن السبأيون الأخيررون فكان إمتدادهم من حمير إب وحمير إب من حالمين من نسل قادر ، وأما السبأيون القدامى فهم بنو قادر أنفسهم ومركزهم داخل حالمين نفسها وداخل الجنوب.
من هي بلقيس.
أربعة أطراف مختلفين فيها وكل طرف يدعي أنها من منطقته وهي ليست كذلك ، إنما هي من جنوب اليمن حالمين .
_ في الممالك العربية القديمة قبل الإسلام ، القادريون وحدهم من كانوا يجعلوا النساء ملكات ، وهذه حقيقة سواءً تكون لنا أو علينا ويوجد إلى أدلة على عشرون إمرأة حكمت بعضها داخل اليمن والبقية خارجه.
في النقوش الأشوروية ذكرت سبع نساء ملكات في مملكة القادريين شمال الجزيرة العربية.
عدة نساء في اليمن ، ثلاث في مخطوطات ، وواحدة ذكرت في نقوش عربية كما ذكر الباحث الغربي ، وواحدة في مصادر.
واحدة في كرد العراق كما سأفصل هنا.
وثلاث وجدت في نقوش يمنية وتعود لحالمين ونطاق مملكة حالمين داخل اليمن.
_ ذكرت ملكة سبأ في الإنجيل : ” بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمن = اليمن ”
« ملكة تيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل و تدينهم لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان و هوذا أعظم من سليمان ههنا » ( إنجيل : لوقا 11 : 31 ) .
ومن هذا القول يتضح أن بلقيس في يمنات ويمنات هي إب وحالمين وجزء من الجنوب ، وعندما تم إقامة مملكة حمير ضمت حضرموت ويمنات وذو ريدان وسبأ ، وسبأ هي سبأ الأخيرة التي كانت عاصمتها مأرب وهو ما يعني أنها ليست سبأ القديمة التي منها بلقيس وكان عاصمتها في يمنات ، وأنها أيضاً جاءت من بعد ولم تكن موجودة في عهد سبأ القديمة ، ويؤكد أن بلقيس من حالمين وليست من مأرب.
_ بلقيس ليست من مأرب ولا ملكة في سبأ الأخيرة التي قامت في مأرب ، واتحداكم تعطوني نقش غير تلك النفوش التي أثبتت اتصالها بحالمين يحمل إسم أي ملكة أخرى حكمت سبأ الأخيرة ولها إتصال بمأرب من نقوش المسند ، كل الحاكمين رجال حتى لذو ريدان وقتبان ومعين وغيرها وبقية الممالك العربية.
_ ذكر باحثون خليجيون وشاميون كثر أن بلقيس هي الملكة القادرية شمسي أول من أطلق عليها ملكة العرب التي كان موقعها في دومة الجندل أو تيماء هو المقصودة ومن آمنت مع نبي الله سليمان ، وهذا غير صحيح إذ أن الملكات التي تربعن في شمال الجزيرة أطلق عليهن لفظ الملكة كما في النقوش الأشورية ، والملكات والملوك اللذين في تربعوا في جنوب الجزيرة العربية أطلق عليهم لفظ حاكم ومكرب كما في نقوش أشورية وسبأية وحبشية ، والقرآن الكريم ذكر إمرأة تحكمهم ، وهذا يعني أن أمبراطورية سبأ القديمة كانت عدة دول بعضها يطلق على حكامها ملك وبعضها حاكم ، أي أنها الفترة التي مرت بمرحلتين هي الملوك والمكاربة مثلما مرت سابقاً بالسمادعة ثم التبابعة.
وجد نقش في معبد اوام ذكر مصنعة لميس وقصر أحرم ، لميس وحصن المصينعة ، وحصن المصينعة يوجد في حالمين بلاد القادري لازال إسمه إلى اليوم وجبل أحرم يوجد في حالمين أيضاً ، وذكر ابن خلدون في كتابه أن من نسل هذه الملكة ذو المنار أفريقيس التي سميت قارة أفريقيا بإسمه. ومن قاموا بالتزوير نسبوا نسب لميس ليريم ذي مرع بدون أي دليل وهكذا جعلوا النسب من الجنوب يعود لمنطقة مطلع ، مع العلم أن النقوش ذكرت حصن لميس وقصر أحرم ولم تذكر غير ذلك.
العثور على تمثال في العود لملكة تم النقش بالمسند على رقبتها نادين ذي صدقن شمسي ، وهذا يعني إنتساب الملكة نادين لشمسي وشمسي كما ذكرت النقوش الأشورية والمصادر البابلية ملكة قادرية أول من أطلق عليها لفظ العرب ، وهذا ما يؤكد الإنتساب لنادين إلى حالمين ، كما يعني أنه تم نهب آثار سابقة من حالمين عندما هجمت سبأ الأخيرة عليها ، أو تم نقلها إلى عواصم الدول الأخيرة كظفار وبعدها تم نهبها.
وجود نقش سبأي قديم يحمل إسم الملكة شوف ، وهي في الأساس إسمها شافة ويوجد حصنها إلى اليوم في إب حبيش ناحية القادري ،
نقوش سبأية قديمة تم نقلها إلى مأرب في عهد سبأ الأخيرة ، وأي نقوش سبأية قديمة وقبل القرن الرابع قبل الميلاد تضم المكاربة والنساء الحاكمات وأحدات ، هي تخص إمبراطورية سبأ القديمة التي عاصمتها في الجنوب حالمين وإب.
كما يعني أنه كان هناك نقوش سبأية متصلة بسبأ القديمة التي عاصمتها حالمين وتم نقلها أو تدوينها في عهد سبأ الأخيرة ولكن تم نسبها لسبأ الأخيرة التي عاصمتها مأرب.
_قول المؤرخ والعلامة نشوان الحميري في كتابه شمس العلوم ، ان الملك “أسعد الكامل” قال متفاخراً بنسبه للملكة لميس:
ولدتني من الملوك ملوك … كل قيل متوجاً صنديدِ
ونساء متوجات كبلقيس … وشمس ومن لميس جدودي
وهذا القول والشعر مع الأدلة السابقة يؤكد الأصل الواحد للميس وبلقيس وشمس ، اللاتي جمعن بين الانتساب لأول من سكنوا حالمين ، وأن الملوك الذين جاءوا من بعد وأقاموا مملكة حمير هم من ذلك النسل ومنبعهم من حالمين.
ولاحقاً سأنشر بحثاً متكاملاً عن تلك الملكات العربيات قبل الإسلام في اليمن وخارجه وارتباط جميعهن بحالمين وإب وبالإدلة.
_ العمدان التي في مأرب ويطلق عليها عرش بلقيس ليست عرش بلقيس ، هي لحضارة مملكة سبأ الأخيرة التي عهدها في بعد عهد سبأ القديمة ومتزامنة مع الممالك الأخيرة التي بقيت لها أطلال كبيرة كتدمر ، أما الحضارات السابقة والقديمة فآثارها الباقية قليلة أو منعدمة.
الأمر الآخر عرش بلقيس تم نقله كما وضح القرآن الكريم بقوله “قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها”
فعرش بلقيس العظيم كان في حالمين وتم نقله إلى عند نبي الله سليمان عليه السلام.
في الحبشة : إدعاءات أن سبأ كانت في الحبشة والملكة بلقيس كانت هناك ، كما أطلعنا على ذلك في بحوث بموقع الجزيرة نت وغيرها.
والحقيقة تؤكد أن إمبراطورية سبأ القديمة أمتدت من اليمن وشملت الوطن العربي وأقامت دولة في الحبشة تابعة تابعة لسبأ إسمها دعمت.
ورد ذكر سبأ كذلك في النقوش الحبشية القديمة كما تستشهد بذلك نقوش حبشية لملوك كان لقبهم : « مكرب دعمت ” سبأ ” » منذ القرن الثامن – السابع قبل الميلاد و يذكر العالم الآثري اليمني البرفسور الدكتور محمد عبدالقادر بافقية في كتابة و هي النقوش التي إستعرضها في كتابة « توحيد اليمن القديم » باللغة بالفرنسية و الذي كان نصه مادة الرسالة للدكتوراة الدولة من السربون عام 1983م و كان العالم الباحث الدكتور الهولندي المرموق الأستاذ دريفز أحد تلاميذ العلامة الكبير الراحل الفريد بستون أحد أبرز علماء النقوش اليمنية المسنديات قد تولى نشرها و مملكة دعمت فقد دلت النقوش الأثرية التي وجدت فيها بإنها مملكة سبئية قديمة كانت تحكم من سبأ اليمن.
تمثال الملكة لميس الذي وجدوه مكتوب مصينعة لميس وقصر أحرم ، والذي يؤكد أن تلك الملكة من حالمين فحصن مصينعة في بلاد القادري وجبل أحرم قريب منه ، وكما قال بن خلدون والهمداني أن من نسلها من أفريقيس الذي سميت أفريقيا بإسمه ، لهو دليل كافي على أن أمبراطورية سبأ كان عاصمتها حالمين وتحكم إلى الحبشة في عهد سبأ القديمة.
الأمر أنه لا توجد نقوش تذكر أن دولة دعمت في الحبشة التابعة لسبأ حكمتها إمرأة.
كما أن الأحتلال الحبشي جاء إلى اليمن في عهد دولة حمير التي أقيمت في القرن الأول قبل وهي آخر دولة قبل الإسلام ، وهذا ما يعني أن اليمن حكمت الحبشة في عهد سبأ القديمة في ما قبل القرن الرابع قبل الميلاد وهذا ما أكدته النقوش ، أما الإحتلال الحبشي فجأء في فترة ما بعد الميلاد.
في الأكراد : الكاتب والباحث الاثري العراقي الشهير (دلير فرحان اسمايل) في كتابه الكرد في اليمن قال أن مملكة سبأ كانت في بلاد الاكراد بشمال العراق ، وان الاكراد الذين نزحوا لجنوب شبه الجزيرة العربية منذ 900 سنة نقشوا سيرتها هناك.
وعرض سمايل في كتابه (الكرد في اليمن) صورة لتمثال محفوظ في المتحف العراقي ومنسوب للملكة بلقيس وهي تمتطي عجلة يجرها حصان.
ردنا عليه : أولاً هذا دليل على أن إمبراطورية سبأ القديمة أمتدت من اليمن إلى شمال العراق وأقامت دولة هناك ، وما تؤكده الروايات وأنساب الكثير من القبائل في كردستان العراق ، إذ أن هناك قبائل جنوبية وتحمل ألقاب من حالمين والجنوب هي من أتجهت إلى العراق في فترة سبأ القديمة، كما أن هناك قبائل وبالذات من الأزد هاجروا بعد نهاية سبأ الأخيرة بعد سيل العرم.
وهذا السبب كان له تحالف بين حالمين في جنوب اليمن والدولة الأيوبية ، فبعد أن قضت الدولة الصليحية على إمارة القادري في حالمين ، وعندما قضت الدولة الأيوبية على الدولة الفاطمية في مصر ، كان هناك ترحيب لها في الجنوب وتحالفوا معها وقضوا على بني زريع وبني حاتم التابعون لصنعاء وما جاورها ، وأستعادت إمارة القادري في حالمين عهدها في عهد الدولة الأيوبية وتقدم قبائل حالمين وأغلب الجنوب وخاضوا صراع مع الزيود ودارت مواجهات في منطقة الشعر اتحد فيها الزيدية والإسماعيلية واليهود وأنتصرت حالمين ، وهناك مخطوطات تدل على ذلك ، كما أن الأمير القادري سمى أحد أبناءه قراقش على أسم القائد العسكري نائب صلاح الدين الأيوبي ، ولازالت أثار دار قراقش موجودة إلى اليوم في بلاد القادري حالمين.
وقول الكاتب أن قبائل الأكراد نزحت ونقشت إسم ملكة سبأ في اليمن ، فنقول له ليس هناك نزوح إنما تحالفت حالمين وكثير من الجنوب مع الدولة الأيوبية ،وحكمت الدولة الأيوبية لعدة سنوات اليمن وهذا أمر معروف ، أما الكرد فليسوا بالقبائل الكثيرة حتى نقول أن هناك من حلوا في اليمن.
_ وفيما يخص التمثال الذي قال عنه الكاتب أنه نحت أو رسم لأمرأة يقودها حصان ، فهذا شأنه شأن التماثيل للملكات القادريات التي في شمال الجزيرة العربية كتمثال زبيبة إمرأة مع ناقة ، وهو ما يؤكد أن سبأ ومملكة القادريين واحد حملت الإسمين منبعها حالمين جنوب اليمن وكونت إمبراطورية داخل نطاقها أربع دول ولها أربع عواصم في حالمين جنوب اليمن وفي دومة الجندل وفي الحبشة وفي شمال العراق.
إلى هنا اكتفي في هذا البحث ، وبقية الأدلة سأتطرق إليها لاحقاً بمشيئة الله تعالى.