جمال ورونق وادي المعاين بجبل جحاف محافظة الضالع
شعرت بسعادتين وغمرتني فرحتين، الأولى برؤية هذا الوادي الخضير المبهج للنفس وللقلوب العليلة معا، والثاني انه وادي المعاين بجبل جحاف محافظة الضالع بلاد أستاذي، أساس تذوقنا الأدبي والبلاغي الكاتب والروائي الكبير محمد علي محسن ..تحفة جمالية وصورة خضيرة بديعة الحسن، خلابة المنظر، وارفة الظل، دواء للناظرين بعد بزوغ الشمس وحتى ساعة السحر، كأنه بدر أطل بوجنتيه الندية البهية مع ضوء القمر، أو ترويح لمستهام ساعة الغروب يرى تخضيب سيقان وأوراق الشجر، وغدافة الزرع واخضراره وخطرات نسيم منعش تدغدغ الاحاسيس فتطربها، ممزوجة بخيوط شمس هادئة، تسربت الى الوادي عنوة من وراء قضبان السحاب.. يالها من ساعات ثمينة يحلق فيها الفكر ويسبح فيها الخيال بين جنات وحدائق وخمائل ورود وادي المعاين، معلن تنفسه وهروبه من واقع معاش مليء بؤس وشظف ومعاناه وهموم وأحزان، وما أن يلتقيا هيام الخيال وعشق الوادي وجماله حتى ينسكبا دموع العناق والبين الطويل ويغشاهم النعاس أمنة وأرتياحا.. غاسلة كل غموم وهموم أثقلته نوائب الزمان ومجريات صراع الحياة وبؤسها.. وهنا تعود بي الذكريات الى كلمات الفضول وألحان فناننا الكبير أيوب طارش وهو يغني : مهنأ حبيبي تحت داري يحوم
كأن عندي كل ضوء النجوم
النهر والزهر وقطر الندى
ورونق الشمس وظل الغيوم