عن المعترك السياسي !!
ماعلم جينا من بلاد الحاضنه
لزوا علينا ودخلونا في القيود
باتنشد العقال وهل المعرفه
من لزته لعدا يجود او ما يجود
الشاعر الشعبي/
علي باسعيِّد
قصة الزامل/
تزوج شاب من قبيلة بينها ثار وقبيلته ، فقال : لهم شيخهم قبل ذهابهم لاحضار الزوجه لا تعطوا اي “صلح” يُطلب منكم ، ولما وصلوا ضغطت عليهم قبائل اخرى بموجب الاعراف فاعطوا “صلح” ، وفي الطريق قالوا ماذا نقول للشيخ وهل سيقبل صلحنا فقال الشاعر اتركوه لي ، ولما وصلوا واستقبلهم فانشأ الزامل:
*وحين وصل الى قوله “يجود او مايجود”*
*قال الشيخ : يجود يجود*
*وقبل صلحهم*
*يوجز الزامل معنى السياسة بشكل مجرد كما يفهمها العقل الشعبي وليس الشعبوي حين تتكالب اللا”ممكنات” وتحاصرك ، فتتعامل مع ” الممكن” مهما كانت مرارته او سلبياته او حتى ضرره حين تكون المفاضلة بين الضرر والاكثر ضررا ، ثم تستانف مسارك ، فالمهم في السياسة ان ترتكز وتحمي مشروع .. منجز .. قوة لا نغامر بها قبل نضوجها وقدرتها على تحقيق الهدف*
*حتى اكثر التعاريف منطقية لاي ظاهرة من ظواهر النشاط الانساني ليست بالضرورة قالبا ينبغي حشرها فيه ، ولا سكة حديد يجب ان تسير على قضبانها ، فالتعريف لغة مصطلحية افتراضية للتقريب العقلي للنشاط*
*إن السياسة مثلا في احد التعاريف الاصطلاحية لها هي فن صناعة الأحداث بالتخطيط و التوظيف الأمثل للأحداث الجارية واستغلالها لتحقيق مصالح معينة ، وهو تعريف يصلح في حالة انك تمتلك صناعة الحدث وتوظيفه واستثماره لكنها ايضا “فن الممكن” عندما لا تمتلكه او يشاركك فيه اخرون ، فعندما يسود او يغلب اللا”ممكن” فان المنطقي والحكمة السياسية ان تختار التعريف الذي يكون اقل ضررا لمّا يواجهك الاكثر ضررا ويترافق ذلك مع اجراءت تمكين ضاغطة على الأرض بقدر ما تستطيع*
*في العمل السياسي اي خطوة لها ايجابيات ولها سلبيات ، فاذا افترضنا جدلا ان شراكة الانتقالي في اعلى هرم السلطة خطأ استراتيجي كبير وله آثار سلبية كما يصوره التناول الشعبوي ، او انه لا يصنع الحدث كما يفترض ذلك العقل الاكاديمي والنخبوي فالسؤال اذا لم يدخل الانتقالي شريك في مجلس القيادة الرئاسي مهما كانت سلبيات واضرار الشراكة فماذا ستكون النتيجة!!؟ هل ينتظر حتى تكون له القدرة المطلقة في صنع الحدث او يعتزل ولا يشارك بحجة انها منظومة وتعادي مشروعه وان مشاركته مكمن الخطأ الاستراتيجي له !!!” هل ينتظر حسب التناول الشعبوي ويعتزل حتى يصحو ضمير الفساد فيستقيم !!؟*
*ان اشكالية تقييم العمل السياسي بصيغ افتراضية قد تكون اكاديمية لا تستوعب تعدد مراكز القوى وتعارضها ووجود ووجوب العمل مع التعارض بل التعادي ما يجعل الاكاديمية في برج عاجي لاتقدم حلولا لتعقيدات الواقع وعلاقة مكوناته ومراكز التاثير فيه بقدر ماتقدمه ” الحركية السياسية” التي لا تلتزم بالصيغ الاكاديمية ولا بالسذاجة الشعبوية لانها تستوعب قوة الاخر ” المحلي الاقليمي او العالمي” على صنع الحدث واحداث الاختراق او التفريخ او غيرها من الوسائل التي لاتجعل “الكل في واحد” او مايمكن تسميته وحدة الجبهة الداخلية فإذا “لزتك لعدا” تراجع خطوة للوراء لتجسير العمل وشد اوصر لحمته حتى يحين لها ان تتقدم خطوتين للامام*
*14 فبراير 2024م*