في يومها العالمي.. جهود إماراتية رائدة تعزز مبادئ «الأخوة الإنسانية»
يحتفل العالم، الأحد، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
تأتي تلك المناسبة في وقت تتوالى فيه الإشادات الدولية بمبادرات الإمارات الإنسانية وجهودها لنشر السلام والتسامح ومواجهة أبرز تحديات البشرية.
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية لـ«العين الإخبارية»: فخورون بالتعاون مع الإمارات في مشروعات «الأخوة الإنسانية»
وتبرز تلك المناسبة التأثير المتنامي لدولة الإمارات في ملف تعزيز مبادئ التسامح والسلام والتعايش والحوار، حيث تتصدر العاصمة أبوظبي قائمة أبرز مراكز العالم تأثيراً في هذا المجال.
ويحمل احتفال هذا العام أهمية خاصة لدولة الإمارات، لأكثر من سبب نستعرضها فيما يلي..
مؤتمر دولي برابع احتفال
أول تلك الأسباب أن احتفال هذا العام يعد رابع احتفال بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية في ديسمبر /كانون الأول 2020، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في مثل هذا اليوم عام 2019، من قبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وتؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية، دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وبهذه المناسبة، تنطلق، اليوم الأحد، أعمال المؤتمر الدولي الرابع لـ”PLURIEL”، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام، تحت عنوان “الإسلام والأخوة الإنسانية: أثر إعلان أبوظبي للعيش المشترك وآفاقه”، ويستمر حتى 7 فبراير/ شباط الجاري، وذلك في قاعة المؤتمرات الكبرى بمقر “تريندز” في أبوظبي.
ويأتي تنظيم المؤتمر بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، وتزامناً مع الذكرى الخامسة لتوقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”.
ويعد المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 57 متحدثاً ورئيس جلسة من 40 جامعة ومؤسسة بحثية يمثلون 4 قارات بجانب متخصصين في مجالات البحث العلمي والأكاديمي والفكر الديني، فرصة مهمة للوقوف، عبر 12 جلسة و5 محاضرات، بعمق على تأثير وثيقة الأخوة الإنسانية.
ويهدف المؤتمر إلى قراءة أثر وثيقة الأخوة الإنسانية في الذكرى السنوية الخامسة لها، واستكشاف التحولات اللازمة لتعزيز الأخوة الإنسانية العالمية، كما سيسلط الضوء على 3 محاور رئيسية، هي المحور الاجتماعي القانوني، ومحور الجيوسياسي، ويستكشف المحور الثالث التفكير الديني واللاهوتي، الذي تحفزه وثيقة الأخوة الإنسانية.
وشكلت الوثيقة منذ توقيعها منطلقا للعديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان ومن أبرزها مشروع بيت العائلة الإبراهيمية الذي تم افتتاحه فبراير/ شباط الماضي، في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، ويضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد.
عاصمة الإنسانية
- ثاني تلك الأسباب أن احتفال هذا العام، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، يحل فيما تتواصل جهود الإمارات الرائدة ومبادراتها الإغاثية حول العالم، التي تتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
وتحل هذه المناسبة فيما تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، جراء الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.
ضمن أحدث تلك المساعدات، أبحرت ظهر السبت ثاني سفينة مساعدات إماراتية، وعلى متنها 4,544 طنا من المواد الإنسانية متجهة إلى مدينة العريش تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية التي أمر بتنفيذها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم الشعب الفلسطيني في القطاع.
يأتي إرسال السفينة، بعد نحو 10 أيام من إرسال دولة الإمارات 23 يناير/ كانون الثاني الماضي طائرة مساعدات تحمل 50 طناً من المواد الغذائية الضرورية إلى بوركينافاسو في إطار الجهود الإغاثية المتواصلة للدولة في دعم الشعوب الصديقة.
عطاءٌ يأتي في إطار استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً”، دون تمييز جغرافي أو عرقي أو ديني.
ضمن تلك الاستراتيجية، سيرت دولة الإمارات على مدار الفترة الماضية جسورا إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم مثل سوريا وتركيا وأفغانستان وسيشل وليبيا والمغرب، والصراعات السياسية في دول مثل فلسطين والسودان وأوكرانيا.
مواجهة أبرز تحديات البشرية
- ثالث تلك الأسباب أن احتفال هذا العام يأتي بعد أقل من شهرين من استضافة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استمر أسبوعين واختتم أعماله 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بحضور عالمي رفيع المستوى.
ويهدف المؤتمر إلى مواجهة التحدي الأكثر تهديداً لمستقبل كوكب الأرض، وهو تغير المناخ، في تجسيد واضح لتعزيز مفهوم الأخوة الإنسانية.
ونجحت الإمارات في ختامه في التوصل إلى اتفاق تاريخي أطلق عليه “اتفاق الإمارات” يتضمن خطة عمل مناخية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض إلى مستوى 1.5 درجة مئوية، ويمهّد لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
اتفاق يعد خطوة فارقة على طريق حماية الكوكب الذي تهدده الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية، خلال استضافتها مؤتمر الأطراف COP28، الذي أكد قادة ووزراء ومسؤولون دوليون بأنه الحدث الأهم والأبرز في تاريخ مؤتمرات المناخ.
ويمهّد الاتفاق لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس ويقدم خطة لمستهدفات عام 2030 ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي.
وشجع “اتفاق الإمارات” التاريخي الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل جميع قطاعات الاقتصاد، واستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، وبنى زخماً لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.
ونجح COP28 في جمع وتحفيز تعهدات تفوق 85 مليار دولار لتمويل العمل المناخي، وتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ ودفع جهود تحقيق الهدف العالمي للتكيف وأشرف على إطلاق مبادرات بشأن الانتقال في قطاع الطاقة.
وقدمت دولة الإمارات نموذجا ملهما في تاريخ مؤتمر الأطراف بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة التي لها الدور الأكبر في نجاح المؤتمر ونتائجه التي فاقت التوقعات، بعد أن وفرت له كل إمكانيات النجاح.
تعزيز الاستدامة
- رابع تلك الأسباب أن الاحتفال يحل في عام 2024، الذي وجه خلاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بأن يكون تعزيز الاستدامة واستمرارية برامجها محليا ودوليا هو أحد أبرز التوجهات للدولة في هذا العام، بعد أن كان عام 2023 هو عام الاستدامة.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد في كلمة بمناسبة عيد الاتحاد ديسمبر/كانون الأول الماضي :”ينتهي عام الاستدامة في دولة الإمارات في نهاية 2023، لكن الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا”.
ودعا في هذا الصدد: “جميع الجهات إلى الاستمرار في برامجها ومبادراتها المعنية بالاستدامة خلال عام 2024”.
وبيّن “أنه وعلى المستوى العالمي ستواصل دولة الإمارات دورها في حشد جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم العمل البيئي المشترك وحماية الحياة والحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة”.
ويعني مفهوم الاستدامة “تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة”.
بمعنى آخر هو العمل على تحقيق التنمية المستدامة التي تستهدف مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية، من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ على الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدى قدرتها على التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، والعمل على تحقيق تنمية طويلة الأمد، وهو أمر يجسد الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها من خلال حفظ حقوق أجيال المستقبل.
وتتواصل مبادرات الإمارات التاريخية لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر السلام والتسامح في العالم.