اخبار محلية

الرئيس الزُبيدي يوجه كلمة مهمة للحشد الجماهيري بمليونية “النخبة لكل حضرموت” (نص الكلمة)

وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المُسلحة الجنوبية، للحشد الجماهيري في مليونية “النخبة لكل حضرموت” بمدينة المكلا عصر اليوم السبت، استجابة للدعوة التي وجهتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت، للتعبير عن التضامن مع قوات النخبة الحضرمية، ورفض محاولات المساس بها.

في مايلي نص الكلمة..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
الأخوات والأخوة في هذا الحشد الجماهيري الكبير من مختلف مناطق ساحل ووادي وصحراء حضرموت
الأخوة قيادة وضباط وصف وجنود النخبة الحضرمية البواسل

نُحييكم بتحية الثورة والثوار، تحية العزة، تحية السلام لأهل السلام، في أرض حضرموت الأمن والسلام وفي كافة ربوع وطننا الجنوبي الحبيب.

يسعدني اليوم أن أشارككم جمعكم هذا المليوني العظيم للتضامن مع القوات المسلحة الجنوبية الباسلة عامة، ومع قوات النخبة الحضرمية بوجه خاص، والتي سطّرت نموذجا فريدا في مدن ساحل حضرموت منذ تحريرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، في عام 2016م.

السيدات والسادة:
لقد عانت حضرموت والجنوب عامة منذ اجتياح يوم السابع من يوليو 1994م، كل صنوف القمع والإجرام، قبل أن ينتهي الأمر إلى تسليم مدينة المكلا وساحل حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كما سلّم شركاؤهم العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب لميليشيا الحوثيين الإرهابية في العام 2015م، فاستنهض شعبنا وحشد كافة قواه وإمكاناته بعزيمة لا تلين، وقيّض الله إلى جانب شعبنا النصير والحليف من الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومثّل الحضور والدور الميداني الفاعل لقوى شعبنا الجنوبي، إلى جانب الإسناد الجوي والدعم الكبير من الأشقاء علامة فارقة في حسم الصراع، إذ تكللت تلك الجهود بتحرير معظم أرض الجنوب الحبيبة من الميليشيات الإرهابية.
وقد شكّل يوم الرابع والعشرون من ابريل 2016م، لحظة حاسمة في تاريخ هذه المدينة المسالمة، كيف لا وهو اليوم الذي تنفست فيه الصعداء، حيث شهدت إطلاق معركة تحرير المكلا، وتطهير ساحل حضرموت وهضبتها من عناصر التنظيمات الإرهابية، والتي شكلت بانطلاقتها نقطة محورية على طريق تأسيس وبناء قوات النخبة الحضرمية مواصلة لأمجاد التاريخ العسكري بحضرموت التي سطرها جيش البادية الحضرمي وما مثله من ركيزة راسخة انخرطت من خلاله حضرموت في تأسيس الجيش الجنوبي غداة الاستقلال الوطني المجيد عام 1967م ، وها هي حضرموت اليوم ومن خلال قوات نخبتها الفتية تجسد أحد أهم النجاحات والانجازات التي شهدتها في العصر الحديث، إن لم تكن هي الإنجاز الأعظم الذي يحق لنا أن نفخر ونفاخر به.

إن قوات النخبة الحضرمية باتت تشكل عماد الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، وتتكامل مع بقية قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة في بقية أرض الجنوب لتشكل حائط صد منيع في وجه قوى الغزو والإرهاب، وبناء على ذلك باتت المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة الفارقة تقتضي الإسراع في تعميم تجربة النخبة الحضرمية وما تحقق من نجاحات على أيادي وجهود هذه القوات إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت، وإلى كافة ربوع وطننا الجنوبي الحبيب، فلن يحفظ أمن الجنوب ويحمي مصالح الأشقاء والأصدقاء في هذه البقعة الحيوية من العالم غير أهل هذه الأرض ورجالها، وتلك حقائق أثبتتها تجارب التاريخ القديم والحديث، وأبرز دليل على ذلك هو النجاح الكبير الذي حققته قوات النخبة الحضرمية في حفظ أمن المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مقابل الفوضى العارمة التي تعيشها مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، وهو ما يوجب العمل دون تأخير لتوسيع تجربة النخبة وتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، لقوات جنوبية من ابنائها.

الأخوات الأخوة:
إن ما تشهده جبهات العزة والكرامة بمختلف محاورها في عموم أرض الجنوب الحبيبة، من عمليات تصعيد وحشود وهجمات عدائية من قبل ميليشيات الحوثيين الإرهابية، في محاولة منها لإعادة اجتياح الجنوب، وفي ظل مساعيها لحرف الأنظار عن تلك الهجمات الإرهابية والعمليات العدوانية التي تستهدف أرض الجنوب، وفي مقدمتها ما تشهده جبهة بيحان العزة والصمود من هجمات متكررة، تؤكد إن تلك الميليشيات ترفع شعار نصرة فلسطين في حين تمارس أعمال الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في الجنوب واليمن، وتمارس التضليل الإعلامي بأبشع صوره لحشد الشباب والرمي بهم في المهالك، وجمع التبرعات واستمالة الرأي العام، وخداع الشعوب الشقيقة والصديقة بشعارات ظاهرها مناصرة المظالم وباطنها الغزو والإرهاب وخدمة المصالح الإيرانية، في محاولة منها لتبيض صفحتها الملطخة بالدماء والدمار والإرهاب والغزو والحروب الفاشية.

إن ما تنفذه تلك الميليشيات الإرهابية من هجمات وتحشيد عسكري ومحاولة غزو الجنوب من جديد، بالتزامن مع عملياتها التي تستهدف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، تؤكد بأنها تمثل أكبر تهديد للأمن القومي والغذائي للجنوب، وللاقتصاد الدولي، وللأمن والسلم الدوليين، وهو ما يستوجب تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية وتضافرها لمواجهة هذه المهددات الخطيرة، ولقد حان الوقت لإعادة تصويب البوصلة وتصحيح المعادلة، على الوجه الذي يضع الأمور في نصابها ويُنهي حالة المراوحة التي بات الجنوب ضحيتها والمتحمل لأعبائها.

السيدات والسادة:
لقد عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء أولوية لدعم جهود السلام والحوار والتفاوض والحلول السلمية، كخيار دائم، وأبدينا ولا زلنا دعمنا للجهود التي يبذلها الأشقاء والاصدقاء في الإقليم والعالم بهدف الوصول إلى سلام عادل وشامل ومستدام، يعالج كافة القضايا وفي طليعتها قضية شعب الجنوب، إلا إن ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية تؤكد عدم جديتها وعدم استعدادها للسلام.

الأخوات والأخوة:
شهدت الأوضاع الاقتصادية أزمة خانقة متأثرة باوضاع الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، ولقد تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر منذ تنفيذ هذه الميليشيات هجماتها على موانئ الضبة في حضرموت، والنشيمة في شبوة، والتي تسببت بتوقيف تصدير النفط والغاز، علاوة على أن استهداف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، قد أنتج أزمة إنسانية كارثية باتت تهدد حياة الشعب كافة من أبناء الجنوب واليمن، وهو ما يتطلب اجراءات عاجلة في إطار مبادرة إقليمية ودولية تنقذ شعبنا من هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.

يا أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة
أنتم حماة الوطن، وأمان المواطن، ودرع الجنوب، وطوق أمنه، وحزام أمن الجزيرة العربية، لقد جسدتم أروع ملاحم الفداء والتضحية في مختلف ميادين البطولة، وقدمتم تضحيات كبيرة في سبيل أمن واستقرار وطننا الجنوبي الحبيب، ولا زلتم وستظلون تجسدون أروع قيم التضامن والدفاع عن النفس وحماية المدنيين والذود عن حمى أرض الجنوب الطاهرة، وهذا قدرنا وقدركم، ولكنكم أثبتم للخصوم قبل الحلفاء بأنكم الحصن المنيع الذي تتحطم على عتباته جحافل الغزو الحوثي-الإيراني، ويرسي مداميك دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدودها، وفق أسس صلبة تستلهم الدروس والعبر من تجارب الماضي المريرة، وتمضي صوب المستقبل بروح جديدة ومبادئ قويمة وهوية تاريخية وعقيدة وطنية متماسكة، عمادها إعلاء مصالح شعب الجنوب فوق كل مصلحة واعتبار…

الرحمة لشهداء الجنوب والتحالف العربي الميامين، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا الجنوبي العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى