التغيير في الوجوه ام في السياسات ايضا؟
باسم فضل الشعبي
تجري في العاصمة السعودية الرياض هذه الايام المشاورات بشان تشكيل حكومية يمنية جديدة، او تغير رئيس الحكومة مع تعديل في بعض الحقائب، كما يتناهى الينا من اخبار من هنا وهناك، والافضل هو ان يحدث تغيير شامل في الحكومة من راسها الى ساسها، لانه ما عاد ينفع التدوير والترقيع مع حكومة فاشلة بامتياز بكل من فيها، فرطت بالسيادة الوطنية من خلال اتفاقيات مشبوهة وباطلة، افسدت بشكل غير مسبوق حتى تمكنت من تحويل حياة الناس الى جحيم اقتصاديا ومعيشيا وخدميا وامنيا، في العاصمة عدن وباقي المدن والمحافظات المحررة.
اذن ماذا تبقى يمكن فعله لتدارك الوضع الخطير والمنهار؟ هناك امكانية طبعا للتصحيح والاصلاح، وهناك مطالب شعبية بذلك، ومن خلال تجربتنا المتواضعة في التيار الوطني للتصحيح والبناء، خلال الاشهر الماضية، تصلنا كل يوم رسائل الناس من مختلف شرائح المجتمع، ومن مختلف المحافظات اليمنية،حتى تلك التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي، يطالبون بتصحيح الاوضاع، ويطالبون بتكثيف الجهود من اجل تحويل مشروع التصحيح الى قضية راي عام، وقضية تهم الناس كلهم داخل مؤسسات الدولة وخارجها، كثير من رسائل التأييد والدعم وصلتنا ايضا من داخل مؤسسات الدولة، من مسؤولين وقيادات وموظفين يباركون مشروع التصحيح ويتمنون له النجاح ويؤكدون وقوفهم الى جانبه، اذن الناس مع التغيير والتصحيح والبناء، واستعادة ما تبقى من الدولة المخطوفة، وتحقيق السلام، فلماذا يقف البعض ضد هذه التطلعات، والى متى سيتم كبتها، قبل ان تنفجر في وجوه الجميع؟
ومن هنا لابد من التاكيد ان التغير في الوجوه وحده لا يكفي، ولن يكون له جدوى على الاطلاق، المطلوب التغير في السياسات ايضا، وخلق مناخ ايجابي للتصحيح والاصلاحات في مؤسسات الدولة المختلفة.
ان استمرار نفس اللعبة وعمليات التكرار في التقاسم والمحاصصة، والذهاب لاغتنام المال العام، وتدمير ما تبقى من بلد ومؤسسات، مسالة خطيرة لن تقود الا الى انفجار كبير لن يسلم منه احد، والاصلح هو اشراك الجميع طبعا، ولكن مع ان تبدا خطوات التصحيح من الداخل، تبدا بمكافحة الفساد والاختلالات، وتفعيل دور الوزارات والمؤسسات للقيام بوظائفها ودورها الوطني في خدمة الناس والبلد حسب القانون، واعادة ترتيب واستثمار موارد الدولة في خدمة مشروع التصحيح والاصلاحات، وتحسين واستمرار دفع مرتبات الموظفين، وتحسين مستوى الخدمات، لاسيما وانه لم يتبقى امامنا سوا اشهر قليلة على دخول فصل الصيف في عدن والمدن المجاورة، واعادة تشغيل المؤسسات المتوقفة كمصافي عدن، وتنشيط وتفعيل دور ميناء ومطار عدن بشكل افضل ومجدي، كل هذه المشاريع والخطوات لا تحتاج لمعجزات، وانما لارادة صادقة وشجاعة، تستطيع ان تقنع الجميع بهذا المشروع، وتجلب الدعم له من الداخل، ومن الخارج ايضا، فيما يتعلق بالتحالف العربي والمجتمع الدولي.
كان الاهم ايضا ان تعود القيادة الى العاصمة عدن وتعلن الحكومة الجديدة منها وتؤدي اليمين الدستورية فيها، كان هذا سيكون افضل بكثير من البقاء في الخارج واعلان تشكيل حكومة يمنية من خارج حدودها، واخيرا نتمنى ان نرى وجوها جديدة في الحكومة نزيهة ووطنية وقادرة على العمل والانتاج، ونرى ايضا مكونات وتيارات جديدة تشارك في الحكومة خصوصا الفاعلة منها، والقريبة من الناس وتطلعاتهم، والله ولي الهداية والتوفيق.