الحوثي ما بعد غزة
لاتوجد وحدة ساحات ولا جبهات موحدة ولا غرفة تدير جميع مسارح العمليات ، كل تلك المترادفات لما تسمي نفسها بمحور الممانعة ، أثبتت جريمة إبادة غزة أنها بروبجندا موجهة للداخل العربي، وعلى الأخص لنواتها التنظيمية الطائفية المتعددة.
عبداللهيان ل “سي إن إن “، يغسل يديه تماماً من إمكانيات الدخول على خط الحرب، ويعلن أن حماس لديها مايكفي من القوة والسلاح لمواجهة إسرائيل منفردة ، وأن إيران تدعم فقط سياسياً، وفي سياق مضاد بما يشبه لعبة خلط الأوراق وتوزيع الأدوار، يذهب قائد الحرس الثوري بعيداً في التصعيد ،ودفع المواجهة إلى حافة الهاوية ،بقوله أن مالا نستطيع الوصول اليه مع إسرائيل نستطيع الوصول إليه في القواعد الإمريكية.
فلسطينياً هناك غضب لم يعد مكتوماً بل خرج إلى العلن ، غضب من أن حماس وغزة تٌركت لوحدهما، حيث تلاشت الوعود وكُتبت وحدة الساحات بالطباشير لابوحدة البنادق والإرادة ،ما أن هبت رياح الحرب حتى تلاشت.
الحرب الحقيقية ومفتاح ترتيب كل أوراق المنطقة حزمة مفاتيحها في مآلات غزة ، وكل مناوشات حدودية وقصف منضبط حد التهذيب من ملحقات إيران ،ليس سوى رفع عتب إخلاقي وإستجداء لعواطف الداخل، والهروب من إستحقاقات ملحة ، كما يفعل الحوثي من ممارسات صبيانية لاتصل مفاعيلها غزة ،ولكنها تمنحه مشروعية لقمع معارضيه، وإعادة ترتيب أولوياته على قاعدة كل شيء مؤجل لمواجهة العدوان، لا يهم ماهية هذا العدوان ، أحيناً يستدعيه بالشعارات الكبرى إسرائيل إمريكا، وأحيناً بالجوار ، وغالباً بوصم بكل يمني يتوق للخلاص بالطابور الخامس، والقوى الناعمة الأخطر من العدوان.
إيران تقدم نفسها للغرب كطرف محايد ، وكقناة لحل موضوع الرهائن ، فيما تطلق العنان لأذرعها بإحداث فرقعات تبييض سياسي ، لخطابها الثورجي في فسحة السلم، والإنسحابي في حال إنفجار صواعق الحرب ومواجهة لحظة الحقيقة.
ستؤجل واشنطن إيران وستبدأ بتقطيع أذرعها في المنطقة، وسيتحول الحوثي ببلاهة مغامراته من شريك سياسي في مسارات التسوية، إلى خطر يتخطى اليمن، وواجب التحجيم إن لم يكن الإجتثاث، وفي الحالتين -التحجيم او الإجتثاث- ، تتراكم سوانح حل مستدام، خارج عبثية الحوثي وإرهاب السلاح.