الجنوب .. وثلاثية الدفاع عن الحق والتاريخ والمستقبل
مهما بلغ حجم التآمر على الجنوب؛ وتعددت وسائل وأساليب وطرق تنفيذ مخطط الإجهاز على قضية شعبه الوطنية؛ فلن يكتب لها النجاح طالما بقيت إرادة الجنوبيين صلبة وقوية ومتماسكة وموحدة؛ وسيكون كل ذلك مرهون بمواصلة نجاحات الحوار الوطني الجنوبي؛ وإستكمال ما تبقى في مسار هذه العملية الوطنية الإستثنائية ذات البعد التاريخي المتعدد الأوجه والأبعاد وبصورة لا تقبل التأجيل؛ وعلى قاعدة بناء وإستعادة الثقة وتقديم التنازلات المتبادلة وبروح وطنية مسؤولة؛ تنتصر للجنوب ولمستقبل أجياله القادمة وبعيداً عن أية حسابات.
ولعله من المفيد هنا التأكيد على أن ظروف الحرب العدوانية الإسرائيلية القائمة على الشعب الفلسطيني في غزة وبدعم ومشاركة فعلية أمريكية مباشرة؛ وبمساندة غربية منحازة لإسرائيل؛ ستجعل من المنطقة ساحة لحرب أوسع وأشمل؛ ولن تكون بعض الأطراف المنخرطة بالتآمر على الجنوب ببعيدة عن لهب ونيران هذه الحرب ولأسباب كثيرة لست في وارد التطرق لها هنا؛ الأمر الذي يتطلب من شعبنا وكل قواه الوطنية المخلصة وعلى رأسها وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ أن تقف وبمسؤولية أمام تفاعلات هذه الحرب وتداعياتها اللاحقة؛ وأن لا تبقى متفرجة أو غير مبالية لما قد يحدث من تحولات وتبدلات في التحالفات والمواقف؛ وأن تعيد تقييم الأمور وبمسؤولية؛ وإتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم قضية شعبنا وعدم الإنتظار لما قد يحدث من مفاجئات كارثية؛ لتتصرف بعد ذلك بردات الفعل العشوائية والمنفعلة؛ التي لن تكون في صالح شعبنا وقضيته ولن تجنبه الوقوع في دائرة ما يخطط له أعدائه.
إن تسارع الأحداث وتفاعلاتها المختلفة؛ تتطلب من الجميع تهيئة شعبنا وإستنهاضه لمواجهة كل الإحتمالات؛ وبما يمكنه من الدفاع عن حقه وتاريخه ومستقبله؛ وهو جدير بذلك؛ وقادر على الثبات والصمود؛ وسيكون وفياً لتضحياته العظيمة وسينتصر لمستقبله مهما كانت التحديات.