مقالات وكتاب
حتى تتحول القوات الجنوبية إلى جيش نظامي*
أي دولة في العالم كبيرة كانت أم صغيرة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية هي:1- الأرض2- الشعب3- السلطة ذات السيادة.
الشرط المُتطلب من السلطة الحاكمة هو بسط سلطانها على كامل ارض الدولة والمقيمين عليها، ومن أهم عناصر هذه السلطة هو (الجيش) الذي يجب ان تحتكره تلك السلطة من اجل تأمين الاستقرار والأمن الداخلي والدفاع عن الدولة من العدوان الخارجي أو التخريب أو التمرد الداخلي.
دولة الاستقلال الأول في الجنوب حرصت منذ إعلانها، بل وما قبله، على بناء وإعادة بناء وهيكلة الوحدات العسكرية والأمنية والقوات الشعبية، حتى أصبحت جيشا وطنيا منظما كان من أهم عوامل نجاح الدولة في الداخل والخارج ، جيش جمع بين الاحترافية والشعبية والولاء الوطني.
لذلك عمل نظام 7/7 بعد حرب 1994م على التخلص من هذا الجيش بوسائل عدة: تدميرا وقتلا وتطفيشا وتهميشا.
فكان على الجنوبيين الذين لم يستسلموا لهذا الاحتلال أن يبذلون أقصى ما يستطيعون من جهد لمقاومة هذا الاحتلال، وكان ضباط وافراد الجيش الجنوبي في طليعة المقاومين لهذا الاحتلال.
حرب (الغزو الثاني) على الجنوب في 2015م هدفت لاستمرار الاحتلال.
استطاعت المقاومة الجنوبية التصدي لهذا الغزو الهمجي وتحقيق انتصار عظيم عليه.
وفي معمعان المقاومة الجنوبية ضد الحوثيين وبدعم من التحالف العربي تشكلت القوات الجنوبية من تشكيلات عدة.
وخلال السنوات الماضية التي ابلت فيها القوات الجنوبية بلاء حسنا في صد هجمات الحوثيين المتكررة والجرائم الارهابية…كان على قيادة المجلس الانتقالي وما زال عليها أن تعمل الكثير من أجل الحفاظ على هذه القوات وتحويلها إلى جيش نظامي.
وكي يكون للجنوب جيشا قويا لابد من استكمال تكويناته ليضم الثلاثة الصنوف الرئيسية لأي جيش، وهي بالإضافة إلى القوات البرية القوات الجوية والقوات البحرية…الخ.
ويمكن البدء بماهو متوفر حاليا وهي القوات البرية التي يجب إعادة بنائها وهيكلتها لتصبح نواة لجيش جنوبي نظامي ومحترف.
سنحاول بإذن الله في مقالات لاحقة مناقشة وتحليل هذه المهمة الاستراتيجية الملحة