المنزعج من إحتفال الجنوب بثورة 14 أكتوبر
تنزعج ميليشيات الحوثي الإرهابية أيما إنزعاج من الإحتفالات بثورة الرابع عشر من أكتوبر في ذكراها الستون وبالذات في الجنوب ، ولو كان للحوثي قدرة لمنع تلك الإحتفالات مثلما منع الإحتفالات بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في الشمال الذي يسيطر عليه ، ولو كان الحوثي مسيطر اليوم على الجنوب لمنع تلك الإحتفالات رغم أنها إحتفالات بذكر تحرير الجنوب من الإحتلال البريطاني ، والسبب أن الحوثي ينزعج لانه بالفعل إحتلال إيراني في الشمال وهكذا طبيعة المحتلون ينزعجون من أي ضد ذكرى تحرير ضد أي إحتلال.
يدعي الحوثي ويتشدق أن الجنوب محتل ، وتلك الإحتفالات تثبت عكس ما يقول ، وتثبت أنه حراً محرراً ، فليس هناك بلد محتل يحتفل بذكرى تحريره من إحتلال آخر ، إنما الذين رفضوا الإحتلال البريطاني بالأمس وطردوه ، هم الذين رفضوا الإحتلال الإيراني وواجهوه وقاموه ولا زالوا يصدونه إلى يومنا هذا في الجبهات والمواجهة مع حليفه الإرهاب الذي يصدره الحوثي إلى مناطقه.
ينزعج الحوثي من تلك الإحتفالات في الجنوب لأنها تظهره بشكل أسوأ في المقارنة ، فالإحتلال البريطاني في الجنوب كان له منجزات على مستوى البنية التحتية والمشاريع التنموية ، بخلاف الإحتلال الإيراني اليوم في الشمال الذي لا يعرف سوى النهب والسلب والتدمير والتجويع وتقديم الموت ، فذاك الإحتلال كان للجنوب أرحم من الإمامة والحوثيين في الشمال ، وإذا كانت قامت على الإحتلال البريطاني ثورة في الجنوب ، فإنه الإحتلال الإيراني في الشمال يجب أن تقوم ضده ألف ثورة.
إحتفلوا بذكرى ثورة 14 أكتوبر بالشكل الذي نجحت فيه بتلك الوقت ، لا تجعلوا المشكلة في أن تختلفوا بنوعية العلم ولا بالشعارات ، فذاك العلم هو خاص بحدث ثورة أكتوبر كذاك العلم الخاص بثورة 26 سبتمبر وفيه نجمة ، وجميعها تزعج الحوثي بما فيها علم الوحدة الخالي من النجمة ، إحتفلوا جميعاً ومن كانوا في الشمال وتحت سيطرة الحوثي فإحتفلوا بأي علم ولكن أظهروا أن الحوثي إحتلال إيراني مثلما هو إمامة أيضاً ، إذا كنت في الجنوب أخرج مع أبناء الجنوب ولا مشكلة أن رفعت علمهم ، شاركهم أفراحهم وكثف سوادهم ، هي ثورة حررت الجنوب وخاصة بالجنوب والكل مع أبناء الجنوب في إحتفالات ثورتهم المجيدة التي يفخر بها كل عربي.