مقالات وكتاب
الإدارات الأمريكية المتعاقبة: الحجر يمكن أن تكسرها حجر أخرى*
رغم اعتماد الادارات الأمريكية المتعاقبة على مراكز دعم وصناعة القرار الكفوءة وذات الخبرات الطويلة والجيدة…إلا أنها كانت تميل إلى الخيارات الأمنية الاستخباراتية وتعمل وفقا لسياسة الحجر يمكن أن تكسرها أختها بدون أدوات اخرى.
وبغض النظر عن مرامي ومدى صحة تلك السياسات والقرارات…إلا أن النتائج كانت خاطئة.
وعلى سبيل المثال اعتبرت إدارة الرئيس أوباما إن تنظيم الإخوان المسلمين الذي قدم نفسه للأمريكان على أنه معتدلا ومختلفا عن تنظيم القاعدة، يمكن أن يكون بديلا مناسبا للدكتاتوريات العسكرية العربية.
فكان الربيع العربي ربيعا إخونجيا مدمرا ومزعزعا لامن واستقرار المنطقة وفاتحا لعهد جديد من الحروب والأزمات.
ومن جهة ثانية، هناك من يعتقد أن التنظيمات السنية هي فقط التي تحرض على الارهاب وتفرخ الجماعات الإرهابية…وإن التنظيمات الشيعية هي أقرب إلى العلمانية…مع استثناء حزب الله – على الأقل نظريا -.
وهذا انعكس على التصرفات الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني وعلى العلاقة مع كل من إيران والسعودية وحتى على صعيد التعامل مع الحوثيين.
في هذا الصدد صرح جنرال أمريكي رفيع المستوى لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن أمريكا تدعم الحوثيين في اليمن لمحاربة الإرهاب الإسلامي السني
وأن أمريكا هي من سلمت اليمن للحوثيين وهي من تدخلت لإنقاذهم وحالت دون سقوطهم بوضع الخطوط الحمراء حول صنعاء والحديدة وصعدة.
ثم فتحت ميناء الحديدة لدعم الحوثيين بمختلف أنواع الإسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات
وفي مقال لـ”باك ماري بيري” في مجلة “فورين بوليسي” قال الضابط الامريكي إن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن المرشح وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن غضب من التدخل السعودي ضد الحوثي لأننا كنا ندعم بهدوء قتال الحوثيين ضد القاعدة السنيه في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت !!!
وحول شعار الحوثيين “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” قال الجنرال الأمريكي أن هذا مجرد شعار لا حقيقة في أرض الواقع ونحن نتواصل مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية وهم شركاء معنا ب العقيده ضد اهل السنه وحلفاء لنا في محاربة الإرهاب السني الإسلامي
بالعراق وبيروت وسوريا واليمن.
وأشار الجنرال الأمريكي إلى وجود اتفاقية مع الحوثيين ، حيث نص أول بند من الاتفاقية، على تمكين الحوثي من اليمن مقابل قيامهم بضرب الإسلاميين السنين في جزيرة العرب،
كما نص البند الثاني على أن يقوم الطيران الأمريكي بدون طيار «الدرونز» بإسناد جوي لدعم الحوثيين، أما البند الثالث فينص على أن تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بدفع تكاليف الحرب ودفع رواتب المقاتلين الحوثيين ورعاية أسر القتلى الحوثيين وعلاج جرحاهم ، وذكر أن الحوثيين اشترطوا على أمريكا سرية هذا الاتفاق”.
وبغض النظر عن صحة ما ورد أعلاه…فمن المؤكد أن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما لم تكن راضية عن انطلاق عاصفة الحزم ، ولم تكن ترغب في تحقيق نصر سعودي كامل.
وإن اختلف الموقف الأمريكي قليلا أو كان أفضل في عهد ترامب إلا أن عهد بايدن عاد إلى نفس سياسة أوباما فيما يتعلق بالملف اليمني وبالملف الايراني السعودي.
لكن كل ذلك لا يبرر فشل سلطة الشرعية اليمنية في أحداث أي انتصارات جدية وحاسمة على الحوثيين في شمال اليمن…ولا يبرر أيضا الأخطاء التي وقع فيها التحالف في إدارة الازمات في هذا البلد المطحون بالحروب وويلاتها.