عدو الجنوب.. ليس الشعب في الشمال
هناك من يقوم بالترويج الممنهج بين صفوف الناس من العامة والبسطاء بأن الشعب في الجنوب يضمر العداء لكل من ينتمي للشمال؛ ويحرضونهم على الكراهية والعنف ضد الجنوب المسالم الذي لم يعتدي يوماً على الأشقاء في الشمال؛ بل كان طوال حقب التاريخ ومراحله المختلفة مدافعا عن نفسه من إعتداءات وغزوات متكررة تعرض لها من القوى الطامعة بثرواته وبالنزعة التوسعية المفتوحة شهيتها على أرضه وبحاره؛ والتاريخ حاضر والشواهد على ذلك كثيرة.
ونتيجة الحملات الدعائية والإعلامية المضللة التي تشنها قوى النفوذ والأطماع وبمسمياتها المختلفة؛ ومعها وإلى جانبها عصابات الإرهاب المنظم وبشعاراته وعناوينه المتعددة التي تمارس اليوم ضد شعبنا؛ يقع الكثير منهم ضحية لهذه التعبئة المغلوطة وينخرطون بحماس وإندفاع في صفوف من يعتدون على الجنوب وشعبه ويتآمرون عليه وبكل الطرق والوسائل؛ وهي إمتداد لتلك القوى التي شنت عليه حربها العدوانية ضده عام ٩٤م وما تلاها في عام ٢٠١٥م ومازال عدوانها وحروبها مستمرة وبأكثر من صورة حتى اليوم؛ وقد مارست ضده أبشع صور الإحتلال الذي لا تربطه أية صلة (بالوحدة) التي تدعي؛ ونهبت وما زالت تنهب ثرواته وتتنكر لحقوقه الوطنية المشروعه؛ وفي مقدمتها حقه بإستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة.
وها هي اليوم تواصل نهجها ومشروعها العدواني المدمر لمقدرات الشعبين الشقيقين؛ وهي ماضية كما يبدو ذلك حتى تقضي على ما تبقى من وشائج وروابط الأخوة والمحبة والود الذي كان قائماً؛ وبكل وقاحة تكذب اليوم مجدداً على الناس وتوهمهم بأن كل ما تقوم به من جرائم ضد الجنوب وأهله؛ إنما هي بذلك تدافع عن ( الوحدة ) التي لم تعد قائمة اليوم على أرض الواقع؛ وبأنها أيضاً تدافع عن (مصالحهم).