محمود الصبيحي القائد العائد من الأسر .. حراً في عدن
لو كانت الحرب أهلية لكان الصبيحي (وزير الدفاع) معتقلاً في صنعاء، وليس أسير حرب.
ولو كانت الحرب خارجية لكان ملء كشوفات المتبادل بهم من جند التحالف، لكن كشوفات أسرى الحوثيين لا تضم أسماء جنوبية، كما أن كشوفات أسرى الجنوب لا يضم جُلّها أسماء من خارجه.
هي إذن حرب بين طرفين محددين لا يغبش النظر إليها عناوين أخرى كالتحالف والشرعية، والعائدون من الأسرين كل يعرف بوصلته، فإما إلى صنعاء وإما إلى عدن.
ينزه الحوثي مواطنيه اليمنيين عن أن يصفهم بالأسرى، فهم لديه معتقلون. أما الجنوبيون الذين واجهوه بإرادة وعقيدة قتالية مختلفة، فهم أسرى وليسوا من مواطنيه، لكن وصفه إياهم بالأسرى مقصده، ربما، القول بأنهم مرتزقة (العدوان)، لكنه، من حيث لا يدري، يؤكد أن الحرب بين يمن سيطر عليه بالقوة والتواطؤ، وجنوب حر لقنه دروساً في معنى المقاومة الوطنية عن وطن يراد استباحته وتجديد احتلاله بمسمى آخر بديل. والخلاصة إعادة توزيع حصص الهيمنة والنفوذ بين فرقاء السلطة والتسلط في صنعاء، والباقي تفاصيل.
سعيد الجريري