الانتقالي والثوري وجهود الإجماع الجنوبي
يبذل المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، الى جانب المجلس الأعلى للحراك الثوري، بقيادة المناضل الشاب عبدالرؤوف زين السقاف، جهودا كبيرة من أجل الإجماع الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة التي تواجه فيه القضية الجنوبية ونضالات الجنوبين تحديات جمة وكبيرة، بعد المكاسب الكبيرة التي حققها الحراك السلمي الجنوبي، والمقاومة الشعبية الجنوبية على الصعيدين السياسي والعسكري.
لقد انطلق قطار الإجماع الجنوبي منذ فترة بعيدة، لكنه واجه تحديات ضارية وشرسة كان هدفها الأول والأخير تعطيل القطار ومنعه من الحركة أو إعاقته من السير الطبيعي في مساره الصحيح، وقد تداخلت في ذلك عوامل كثيرة داخلية وخارجية، معادية وصديقة، لمنع قطار الإجماع من الوصول إلى غايته المطلوبة، كان ذلك فيما مضى، لكن اليوم تغير الحال بوجود مكونات وكيانات جنوبية على قدر عالي من التنظيم والدقة والانفتاح والتقارب والمسؤولية الوطنية.
الحراك السياسي الذي يقوده المجلس الانتقالي اليوم على صعيد الحوار الجنوبي الجنوبي، سوف يصل إلى هدفه لانه قائم على الانفتاح والمشاركة والشراكة في الحاضر والمستقبل، بالاستفادة من تجارب الماضي الذي يفترض أن تلعب دور المحرك وليس المعيق لتحقيق المزيد من النجاحات التي يتطلع لها شعبنا في الجنوب، بعد ما يزيد على ثلاثة عقود من النضال المستمر والمتواصل.
المجلس الثوري برئاسة السقاف يعد معبرا حقيقيا لمتطلبات الحاضر والمستقبل، من حيث هو كيانا مدنيا، وفيه تمثيل وطني عالي وواسع على مستوى الجنوب، ويحضى الشباب فيه بنصيب وافر من مواقع القيادة والتأثير، ومن هنا يمكن القول إنه لدينا تجارب ونماذج وطنية وسياسية متنوعة في الجنوب ينبغي الاستفادة منها لتأسيس الجبهة الوطنية الجنوبية الموحدة، أو اي شكل أو إطار جامع يمكن الانصهار فيه لتوحيد أداة النضال الثوري وأداة أدارة الدولة.
الجنوبيون معنيون أكثر من أي وقت مضى لتقيم تجربتهم في الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية، وفي العمل السياسي وإدارة مؤسسات الدولة، من شان هذا التقييم المنطقي والموضوعي أن يخلق فرص أكبر في إمكانية تجاوز التحديات والعقبات، وإعادة بناء بنك العلاقات الداخلية والخارجية بما يخدم تطلعات شعبنا السياسية والمعيشية والاقتصادية وغيرها.
أن إعادة هيكلة المجلس الانتقالي هي واحدة من الثمار الجميلة الناتجة عن المراجعة العميقة للتجربة، والتي نتمنى أن تنجح بالشروط الموضوعية والمنطقية التي تأخذ معها الواقع الجنوبي إلى المرحلة القادمة والهامة والمليئة بالاستحقاقات الجنوبية الكثيرة والمبشرة بالخير للجميع ومن أجل الجميع.
علينا أن نثق تماما أن الجنوب انتصر على خصومه، ومن واقع وروح هذا الانتصار علينا أن نتعامل مع الآخر للحفاظ على المكاسب والبناء عليها.