حالة اللا حرب واللا سلم
قاسم عبدالرب العفيف - التسويات الناقصة.. لماذا كانت الحرب؟ ومكان ودور كل قوى فيها - وجهة نظر .. - العليمي وقوات درع الوطن.. (هل هو إعلان حرب؟!) - إلى متى سيظل الجنوب رهينة !!؟؟ - الغرور القاتل للقوى اليمنية بكل شرائحها - معبر تعز وماراثون المفاوضات حالة اللا حرب واللا سلم وما بينهما مفاوضات وتسويات الى أين؟
تكتنف الحالة اليمنية الكثير من الغموض منذ بدء ما يسمى بثورة الربيع العربي … لم تجدي الوساطات ولا المبعوثين الاممين بمعنى ليس فقط مبعوث واحد يمثل الامم المتحدة ولكن هناك عدد من المبعوثين لدول ولاتحادات دولية وكتل اقليمية جاءوا على خط الازمة اليمنية وحتى مجلس الامن باعضاءه الدائمين عقدوا احدى جلساتهم في صنعاء وهذا الاهتمام لم يخطى به اي بلد في العالم ومع ذلك ظلت الازمة بين مد وجزر وهدن لالتقاط الانفاس الى ان توجت بالانقلاب على الشرعية شارك فيه الزعيم عفاش مع جماعة انصار الله وكانت الامور ستسير بشكل لا تلفت الانتباه لولا دخول ايران على خط الازمة واعلانها بانها استولت على العاصمة العربية الرابعة وعلى اثر ذلك تحركت جحافل الانفلابببن نحو عدن والجنوب وكانت هي القشه التي قصمت ظهر بعير الامن القومي العربي بل وضعته امام المحك.
ثمان سنوات حرب كشفت الكثير من العورات سواء ما يخص الامن القومي العربي او ما يخص القوى التي تسمي نفسها شرعية ولم يصمد امام الانقلابيين الا شعب الجنوب الذي بمقاومته ودعم التحالف العربي حقق نصرا يتيما وكسر شوكة ايران على شواطىء عدن.
اليوم وبعد ثمان سنوات حرب تغيرت المعادلات واصبح من كان انقلابي يتم التفاوض معه ومن قدم النصر يتم اضعافه ومحاولة كسره لاستبداله بقوى اخرى لاخذ مكانه كانت الى وقت قريب بعض منها جزء من انقلاب صنعاء والبعض الاخر ترك صنعاء وما فيها للانقلابيين دون مقاومه تذكر بل سهل على الحوثيين بالسيطره على معظم جغرافية الجمهوريه العربيه اليمنية ليصبح حاكما في صنعاء يتدافع عليه الامم والدول والمنظمات الدوليه لاسترضائه للموافقه على الهدنة والدخول في مفاوضات لانهاء الحرب باعتباره جزء اصيل في العروبه والاسلام وتناسوا انه كان الى وقت قصير يسمونه رافضي وكيل المجوس في ارض اليمن ولله في خلقه شؤون.
اتحفنا العليمي رئيس المجلس الرئاسي بتصريحاته بان القضية الجنوبية عادله لكن لا يجب حلها اليوم ولكن بعد استعادة صنعاء والعوده اليها ولكن السؤال متى سيستعيد صنعاء وهل ما يجري الان من تفاوض مع الحوثي هو شخصيا يبارك هدا التفاوض سيودي الى استعادة صنعاء وكيف ستتم العوده هل بازاحة الحوثي او ان يدخل تحت مظلته تحت مسمى شراكه لم يحدد ذلك وما نشاهده عملياً. لا يوجد اي تجهيزات لاستعادة صنعاء بالحرب ولا هناك استعداد لاي دوله بان تقدم له المساعدة العسكرية بعد الان لان الصوره وضحت تماما بان المجتمع الدولي لا يريد حرب وتبقى الاوضاع كما هي وهل يعقل بان يكون الجنوب قاطرته ليجرها الى حضن الحوثي بعد ان قدم الجنوبيون عشرات الالف من الشهداء من اجل تحرير الجنوب من الغزاة الحوثيين وحليفه عفاش وكما نلفت الانتباه حتى الشرعية حاولت باقتحام الجنوب من اتجاه الشرق والاستيلاء على عدن ولكنها فشلت وهزمت شر هزيمة السوال بعد كل ما تعرض له الجنوب هل سيسمح لهم ولغيرهم ان يستخدموه كترضية للحوثي حتى يرضى عنهم ويعيدهم الى صنعاء تحت مظلته او من اجل اجتناب شره.
الجنوب له قضية عادلة وما زالت قرارات مجلس الامن سارية المفعول والتي اتت اثناء حرب 94 والتي تنص على ان لا يجب فرض الوحدة بالقوة وعلى ان يتم التفاوض الندي بين الجنوب والشمال وايضا قرارات مجلس التعاون بهذا الصدد والتي اتخذت في ابها بعدم فرض الوحدة بالقوة والعودة الى طاولة المفاوضات بين الجنوب والشمال ًونعرف بان النخب في صنعاء لديهم القدرة على الالتفاف حول الاتفاقات وتحويرها بالاتجاه الذي يناسب اهدافها وهي لا تتورع من ان تعمل اي شبىء بما في ذلك شن الحروب بهدف خلط الاوراق وادخال العالم والاقليم في اتون مصايب اخرى تكون اكبر بحيث لا احد يلتفت الى الثوابت والمعاهدات السابقة.
حولوا قضية صعدة من قضية محلية الى قضية اقليمية ودولية من خلال تسليمها العاصمة صنعاء بهدف خلط الاوراق بعيدا عن قضية الجنوب التي هي اساس عدم الامن والاستقرار في المنطقة لعدم حلها حلا عادلا وقادوا الاقليم والعالم لحرب ثمان سنوات شاهدنا والعالم كله المسرحيات الهزايم التي كانوا يقومون بها دون خجل بالانسحابات الغير مبررة وايضا مساعدة الحوثي في نقل اسلحته القادمة من الشرق عبر المهرة ووادي حضرموت حتى يظل قوي ومتماسك علاوة على بيعه اسلحة التحالف وكان كل هم الشرعية هو السيطره على الجنوب بكل ما اوتيت من قوة وباستخدام السلطة الممنوحة لها والداعم لها الاقليم والعالم واصبح واضحا بان كل تلك التحركات كانت مدروسه بهدف القضاء على شيىء اسمه الجنوب ومش مهم يمكن تقسيمه وتقاسمه مع الاقليم والعالم المهم ان لا يعود دوله مستقلة كما كان ما قبل عام 90م.
اعتقد بان شعب الجنوب شب عن الطوق ولديه المقدره على تمييز الغث من السمين ولن تنطلي عليه الالاعيب البهلوانية التي تمارسها نخب صنعاء ولن يلدغ من جحر مرتين.
همسة
اصبحت الصورة واضحة وكل جنوبي ما زال في المنطقة الرمادية عليه مراجعة حساباته اما ان يكون مع اهله في الجنوب او ستلاحقه لعنات شهداء الجنوب الى يوم الدين لانهم استرخصوا دمائهم وباعوها بثمن بخس.
قاسم عبدالرب العفيف
1/3/2023