مبروك المولود الإعلامي الجديد
رغم الضجيج والتململ والغضب الذي ظل البعض يعبر عنه طوال فترة التحضير لانعقاد مؤتمر الصحفيي والإعلاميين الجنوبين فقد انعقد المؤتمر وحقق نتائجَ إيجابيةً لا بد أنها ستترك أثرها على الخطاب الإعلامي الجنوبي وعلى صناعة مدرسة إعلامية ترث أجمل ما في تاريخ الصحافة والإعلام الجنوبيين الممتد لما يقارب قرناً من الزمان.
* * *
الذين يتباكون على نقابة الصحفيين اليمنيين يتحدثون عن كيانٍ لم يعد له وجود، فهذا الكيان قد تم اختطافه في إطار عملية الاختطاف الكبيرة التي تعرضت لها عاصمة اليمن (صنعاء) في العام 2014م بغض النظر عن أنه لم يكن قط معبراً عن الصوت الجنوبي ولا مستوعباً تطلعات الشعب في الجنوب، ولا حتى هموم ومعاناة الإعلاميين الجنوبيين الذين تعرضوا للتنكيل والملاحقة والتغييب والتهميش منذ العام 1994م، وما صحيفة الأيام وصاحبها إلا نموذجا للحالات المشابهة، حينما ظل كل صوت جنوبي متَّهَم ومشكوك في مهنيته بل وفي وطنيته ما لم يمجد الظلم ويتغنى بالطغيان ويتستر على الفساد والفاسدين.
* * *
ليست كل ولادة مكتملة ومثالية وليس كل مولود يلبي رغبات الجميع وقد سمعنا وقرأنا الكثير مما قيل في حق المؤتمر والمشاركين فيه، بل لقد تهجم كثيرون على المؤتمر قبل انعقاد جلساته ويمكن اعتبار كل هذا تعبيراً عن التنوع والحق في الاختلاف المشروع، لكن المولود قد خرج إلى الوجود وكل ما تبقى هو رعايته والعناية به ومساعدته على النشأة السليمة والتغلب على مصاعب النمو وتنظيفه من الشوائب والنواقص إن وجدت وتجاوز الحساسيات الشخصية والآخطأء التي يمكن أن تكون قد رافقت مرحلة التحضير وانعقاد المؤتمر.
التحديات الكبيرة أمام اتحاد-او نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لم تنتهِ وإنما ابتدأت والنجاح في الاختبار الكبير يتوقف -لا على انعقاد المؤتمر وانتخاب القيادة النقابية- بل على مدى قدرة الاتحاد على التعبير عن الهم الجنوبي وتكريس القضية الجنوبية في خطاب إعلامي رصين ومقنع ومسؤول متحرر من التشنجات والعصبيات أو المجاملات والمواربات واللامسؤولية.
وأخيراً، انتخاب الأستاذ عيدروس باحشوان الصحفي المعروف وصاحب البصمات الإعلامية والصحفية الممتدة لأكثر من أربعة عقود نقيبا للحصفيين والإعلاميين الجنوبيين مؤشرٌ إبجابيٌ على السير بالاتجاه الصحيح نحو بناء مؤسسة نقابية للصحفيين الجنوبيين تكون عند مستوى التحديات والتطلعات,
ونتمنى للأستاذ با حشوان وزملائه في قيادة النقابة كل التوفيق والسداد في مهماتهم الإعلامية الجسيمة.
وألف مبروك لكل حملة الأقلام الجنوبيين هذه المولود الجديد