السلوك المأمول
الحال في أسوأ صورة، إذ نعيش في زمن سادت فيه القيم السلبية وأصبحت سلوكاً وصل عند البعض حد الإعجاب، ويوازي ذلك تراجع قيم الإيجاب بكل أبعادها الدينية والاجتماعية بما فيها من أعراف قبلية مستمدة في كثير منها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف (كتاب وسنة) اتجهنا جميعا دونها، فانزاح فكرنا وتبدلت ثقافتنا، فلاخير لمن قلد طباع الغير، كيف لا وقد حكمنا الراغبات واتبعنا الشهوات، وهذه طريق محفوفة بالزلات والهنات.
فلن يتقدم شعب إذا ذهبت عن فطرته الأخلاق واتصف بالكذب والنفاق، وتذكروا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، واسترجعوا قول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق… ولهذا أرجو من الله أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليها غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فلن نصل المبتغى ونبلغ المنتهى إلا باتباع هدي المصطفى وعلينا نحن الأباء أن ننشر بيننا المحبة والوفاء،
وإذا لزمنا صفات االمؤمنين وسلوك المتقين سيأتي جيل يرث عنا قيم الصدق، واجتناب الكذب، يحبون الإنفاق ولا يخشوم إملاق، يعشقون الفضيلة ويجتنبون الرذيلة، يفشون السلام ويطعمون الطعام، يتنافسون في العلوم ويهزمون الخصوم، اللهم ارزقنا صفات المؤمنين وسلوك المتقين واجعل أولادنا هم الوارث عنا، اللهم احفظ شبابنا وأصلح أحوالنا .