القمرية والوحدة ..!
انتشرت صناعة القمريات في العاصمة عدن وفي الجنوب بعد الوحدة بصورة سريعة ومذهلة، ولا يكاد يخلو حي من احياء عدن إلا وفيه معمل للقمريات، ومعظم المباني التي اقيمت في بداية الوحدة لا تخلو نوافذها من القمريات.
ثم أخذت القمريات تتراجع في عدن وفي مناطق الجنوب رويدا رويدا حتى أختفت بشكل شبة تام.
لم تكن القمرية بالجمال الآخاذ أو بالمتانة الأمنة المطلوبة لحماية نوافذ المنزل، حتى تنتشر على ذلك النحو السريع، انتشرت القمرية الصنعانية لانها مثلت رمزية لمرحلة وحدوية علق الناس عليها أمل كبير، فحبوا الوحدة وحبوا ثقافة صنعاء وتراثها وقميراتها، وعندما عانى معظم الناس في الجنوب من سلوك نظام الوحدة، فقدوا الامل فيها وكرهوا نظام صنعاء وكرهروا حتى قمرياتها.
هناك رمزيات كثيرة في حياة المجتمعات لا تدرك ببساطة، تعبر عن قناعات الناس ومشاعرهم، ليس في الجانب السياسي فقط، بل وفي الجوانب كلها، حتى في ملابسهم وقصات شعرهم، فكثير منها يقف خلفها الانتماء والهوية والرمزية ومشاعر الحب والتقليد والكراهية.