غموض…
الغموض الذي يلف الوضع الحالي في الجنوب منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني- الذي تفترسه الخلافات- ينطوي على تداعيات خطيرة تجاه القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، فكل المؤشرات تشي بأن شركاء الانتقالي الجنوبي داخل مجلس القيادة الرئاسي وداخل الحكومة يضمرون سوء النوايا للطرف الجنوبي، وبمشاركة خفية من التحالف، ويستهدفون بدرجة أساسية القوات الجنوبية إما بمحاربتها بمعاشاتها الشهرية وإما باستهدافها بواسطة الجماعات الإرهابية التي تستهدف بشكل شبه يومي قوات جنوبية بعدة محافظات جنوبية بتناغم مريب مع بعض وسائل إعلام يتبع قوى سياسية يفترض أنها شريكة مع الانتقالي بالحكومة وبمجلس الرئاسة وفي ظل صمت مطبق من وسائل إعلام التحالف الذي يحجم عن اي تنديد بهذه العمليات،علاوة عن إحجامه عن تقديم دعم لهذه القوات التي تقف وحيدة بوجه الإرهاب وداعميه، ويركز (التحالف) عوضا عن ذلك عن أية إخفاقات وسلبيات تظهر في عدن او محافظة أخرى محسوبة على الإنتقالي،وإما بمحاولة سحب البساط الأمني من تحتها لمصلحة قوى أخرى،وما يجري من تحركات مشبوهة في منطقة معاشق ليس إلا بروفة مصغرة لمخطط اكبر واشمل .
المجلس الانتقالي والرئيس عيدروس الزبيدي معنيان بوضع حدا لهذا الوضع الرخو ومكاشفة الناس مكاشفة حقيقية عما يجري بالضبط وبالذات بشأن علاقة الانتقالي بمجلس القيادة وتصويب علاقته المختلة مع التحالف،وضرورة مصارحة الناس أو على اقلها مصارحة النُـخب الجنوبية بحقيقة إلى أين تمضي الأمور وأين يقف الجنوب مما يجري حوله، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي والاقتصادي وكشف طبيعىة المشاورات التي يجريها التحالف خِـلسة مع الحوثيين، ومصير الثروات والموارد التي تنهب باسم مجلس القيادة والحكومة والسلطات بالمحافظات والبنوك والبعثات الخارجية ومصير الودائع والقروض والمساعدات الخارجية في ظل تردي الوضع المعيشي والخدمي وانهيار العملة المحلية وتغول الفساد وتوغله بمفاصل ما تبقى من مؤسسات وسلطات بالداخل والخارج.
وحين نخاطب السيد /عيدروس الزبيدي فلأنه الأكثر دراية بالأمور و بخفايا ما يجري خلف الكواليس من صفقات ومؤامرات ولأنه الرجل الأقل تلوثا بالفساد حتى الآن، كما ويحظى باجماع واحترام قطاع كبير من الجنوبيين على مختلف مشاربهم، وسيكون هو المسئول والمحاسب أولا وأخيراً امام الشعب بالجنوب عن اي فشل أو خذلان قد يطيح بكل ما تحقق لا قدر الله.