كأن لم يمضِ عقدانِ عليها!
كتبت قصيدة “بخيتة بنت بو ريّة”، عام 2003، ومن الطريف أن إحدى الصحف المحلية في حضرموت اعتذرت عن نشرها حينئذٍ، حرصاً على مشاعر “عصابة النظام الحاكم”. لكن الأكثر طرافة أن المصادفة جعلتني أدير صباحية شعرية حضرمية في المركز الثقافي بصنعاء، عندما كانت عاصمة للثقافة العربية 2004، شارك فيها عدد من شعراء العامية، فطلبت إليهم – وكان بينهم مداحون للنظام – أن يعفونا ولو ليوم واحد من أن تلاث آذاننا وأفئدتنا بالتطبيل، فاستجابوا، فمال كثير منهم إلى اختيار قصائد وجدانية جميلة، أكبرتهم في عيني. ولم يكن في نيتي أن ألقي شيئاً، مكتفياً فقط بتقديم الشعراء وإدارة الصباحية، لكنهم أبدوا رغبتهم في أن أشارك. وبالمصادفة كانت بعض القصائد في حقيبتي، فأخرجت، بعد تردد، قصيدة”بخيتة”. الأكثر طرافة أيضاً أن القصائد بُثت عبر القناة الفضائية، ففطن بعض المسؤولين الحضارم في صنعاء، بأسف سياسي، إلى أبعادها، ولو كانوا في إدارة القناة لحجب بعضهم بثها، كما حجبت تلك الصحيفة نشرها، احتراماً لمشاعر “عصابة النظام الحاكم”. وقد تفاعل مع القصيدة شعراء آخرون منهم الأصدقاء: ثابت عبدالله السعدي ، أ.حسين عبدالرحمن باسنبل، وعلي أبوبكر الصبان، ثم نُشرت القصائد مجتمعة في العدد الثاني، يوليو – ديسمبر، 2009، من مجلة (آفاق التراث الشعبي)، الصادرة عن اتحاد الأدباء بالمكلا.