ليتني صورت حتى لوحة سيارتها؟!
تعرضت سيارة صديق حضرمي، لحادث اصطدام مفاجئ من سيارة أخرى تقودها فتاة بصنعاء، بينما كان متوقفا بجانب خط السير بالحصبة، عصر ذات يوم صنعاني لا ينسى من الذاكرة، وتزامناً مع لحظة انسجام تام له مع الساعة السليمانية للقات ودخوله خط سير مشاريع أمنياته التي لم تعد لسيارته السوزوكي أمام جلالتها، أي أهمية تذكر.
ولذلك فقد تفاجأ أن فتاة جميلة، هي من كانت تقود تلك السيارة التي ارتطمت بمقدمة سيارته وهو متوقف، وحينها، فقد سارع للإشارة نحو الفتاة بأنه مسامح وأن عليها ان تعود إلى فوق سيارتها وتواصل خط سيرتها مفضلا البقاء على مقعده خلف مقود القيادة، دون أن ينزل حتى ليرى حجم الضرر الناجم عن الحادث، وهو ما آثار استغراب وحيرة الفتاة التي لم تستطع تفهم موقفه هذا، ولا تقبل مسامحته لها هكذا بكل برود ودون أن يكلف نفسه حتى النزول لرؤية حجم الضرر الذي أصاب مقدمة سيارته بسبب خطئها بحقه وكونها الغلطانة وفق كل قوانين الأرض وقواعد المرور بالعالم.
ولذلك فقد أصرت على النزول من سيارتها لرؤية حجم الضرر بسيارته رغم اشارته المبكرة إليها بمواصلة سيرها، كون الأمر لا يستاهل منها اي اعتذار أو إصلاح وتعويض له عما لحق بسيارته من ضرر لا يدرك حجمه.
المهم.. كان صديقي الحضرمي يصر عليها بأن تركب سيارتها وتواصل سيرها وهي تطالع نحوه بنظرات استغراب ودهشة من موقفه السلبي تجاه نفسه وتحاول أن تملي عليه رقم هاتفها لتواصل بها كي تدفع قيمة إصلاح سيارته كونها كما يبدو على ملامحها وسيارتها من أسرة ميسورة الحال، وتخشى ما قد يسعى إليه من خلف سماحه غير المنطقي لها، بعد أن ثارت فيها شكوك كثيرة حول دوافع ومرامي موقفه المستغرب..
قبل أن تضطر للعودة متثاقلة إلى سيارتها خلاف نظراتها التي تمطره من كل الجهات، وتتوقع خروجه إليها بأي لحظة، كي يبادلها اي حديث أو حتى يطلب رقم هاتفها بحجة إذا ما استدعى الأمر دفعها قيمة إصلاح سيارته، غير أنه سرعان ما عاد للشرود مع أفكاره ومشاريع احلامه المعتملة في خياله، بينما اضطرت الفتاة لتشغيل سيارتها المرسيدس والتحرك بهدوء وتردد من أمامه، متوقعة بأنه قد يكلمها بأي أمر متعلق بالحادث، لكنه لم يفعل، ولم يرد حتى على نظرتها الأخيرة وهي ترمقه بها قبل اختفائها عن ناظريه حتى اليوم.
وعاد إلى ادرجه بعد صلاة العشاء واركن سيارته في مكانها المعتاد امام مسكنه وكان لا شيء حدث لمقدمة سيارته التي لم يرها بعد ولم يتوقع حجم الضرر الناجم عن الحادث..
لكنه، صدم في صبيحة اليوم الثاني، بحجم الخراب الذي لحق بمقدمة سيارته وأن ماء الخزان الخاص بتبريد مكينة السيارة قد نفذ وانكب تحت السيارة، وعاد ليلطم على خديه كأرملة مسنة فقدت آخر اقربائها وأهلها بالحياة.. وقال كلمته التندمية الموثقة:
ليتني صورت حتى رقم لوحة سيارتها وتسولها لرقم هاتفها، وكان عليه بعدها ان يذهب بسيارته إلى الورشة بدلا من مقر العمل وأن يدفع ١٣٠ الف ريال يومها لإصلاح مقدمتها وترميم خزان الماء، وعاد صرف الدولار يومها ب٢٢٠ ريال
فهل يستاهل برأيكم هذا المسامح ما جرى له أحبتي؟
وللعلم فإن القصة حقيقية وحصلت بالفعل قبل حوالي عشرة سنوات بصنعاء.. ولا اظنه قد نسيها أو بإمكانه أن ينساها!