مرامي جلسة تحرّي الجزيرة
حاول “متحري الجزيرة” ان يستخدم الرئيس “ناصر” لخدمة سياسة اعلامية تستهدف الجنوب لكنه لم ياخذ منه مايريده لكنهم جعلوا مشاركته تسويق لاصوات اقل اهمية منه لتحقيق مايريدونه بحلقاتهم القادمة في وقت يلقي اعداء الجنوب فيه بكل ثقلهم وكافة اسلحتهم عليه ، فلم يشخصن ولا تكلم بثارية عن خصومة في تلك الاحداث بل كان يؤكد ان تذكارها للعظة في المستقبل ولم ينتزع منه المتحري حتى تعابير وجه مضطربة رغم تركيز المصور على وجهه عن قرب لكن معد البرنامج جعل من حضوره حضور اقلية مقارنة بشهود بعضهم مغمورين مقارنة به
مشاهدة الحلقة الاولى تؤكد سياسة اعلامية لرعاة الجزيرة لإثارة الإنقسام في الجنوب ورغم انها اتت بشواهد في حلقتها الاولى تدين اطراف الصراع فقد استندت لكتاب ومؤرخين ومحلليين ساهموا في اخراج الحلقة بالشكل الذي تريده القناة
هدف مقابلة ليس13 يناير ليس محاكمة التجربة الاشتراكية في الجنوب ، فالتجربة يجب محاكمتها او على الاقل تقييمها كتجربة وليس اشخاص ولا ثار شخصي او مناطقي كما يريد بها “المتحري” بان الجنوب وطنيا وسياسيا جنوب مناطقي غير مؤهل لادارة دولة وطنية
ان الدول التي انتهجت الماركسية او ماسموه في الجنوب “الاشتراكية العلمية” كلها فشلت سواء الدول الاوروبية الاكثر تطورا او دول العالم الثالث الاكثر تخلفا وكان العامل المناطقي عاملا من عوامل فشل الاخيرة
كانت الانقسامية السياسية سمة حكمت الجنوب العربي “الجنوب” مئات السنيين ، مثلما كانت الطائفية الزيدية سمة حكمت اليمن “الشمال” مئات السنين
فهل حكم تلك الطائفية حجة بان اليمن لا يمكن ان يُحكم الا بالطائفية !!؟ فان كان كذلك فالجنوب غير ملزم بها تاريخيا لانه لم ينتمِ اليها ولا اذعن لها
الانقسامية في الجنوب استغلتها اجنحة الحزب وقودا في صراعاتها ومصالحها لانها منعت التعدد الحزبي خارجه فانعكس ذلك المنع صراع اجنحة داخله ، ولذا فان الجنوب لم يفشل بل فشل الحزب في بلورة صيغة تسوعب انقساميته التايخية
المتحري يريد “يناير” ثارات جنوبية واقناع الجنوبيين بان لا خلاص للجنوب من انقساميته والبديل وان لم يجاهر به في حلقته الاولى فهو بقاء الجنوب في اطار اليمننة او انه سيدخل في قتال مناطقي
لكن البديل الذي يراد للجنوب ان يدخل في مشروع الانقسامية الطائفية في اليمن التي لا ينتمي لها تاريخيا بل ان دخوله حتى وهي سياق معترف به في الحل النهائي سيشرعن دعوتها ونشرها في الجنوب بحجة ان المشروع الوطني واحد !! وهي انقسامية مؤدلجة بنزق استعلاء طائفي وعصبوي اكثر تعصبا والغاء وخلق مواطنتين اكثر من الانقساميات القبلية التي تستند على منافرات قبلية شائعة لدى القبائل العربية استوعبتها الدول بتوازن فخلق استقرارا وتنمية واذا كان صراع اجنحة الحزب حجة في الجنوب فهل حرب السنوات الثمان الحالية كانت توزع ورود في الجنوب ام قتلا ودمارا !!؟
هناك نظائر في العالم الثالث لدول عانت اكثر مما عاناه الجنوب من تجربة الماركسيين فالحالة الماركسية الاثيوبية لم تكن دمويتها تقل عن الحالة الماركسية في الجنوب وتوصلت الى صيغة حكم مستقرة ، والإبادة الجماعية التي عصفت “برواندا” بين الهوتو والتوتسي حصدت في 100 يوم 800.000 شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب وقتل ..الخ وما ظلت اسيرة لبرامج ك”المتحري” لصياغة مستقبلها بل تصدت له نخب استشرفت مستقبلها وانتجت صيغة حكم صارت نموذجا عالميا بلسمت تلك المجازر وخطت بروندا ذات العرقيتين المتخاصمة.
لن يظل الجنوب في زوايا 13 يناير وسينتج صيغة حكم تبلسم صراعات ودماء الاشتراكيين فالجنوب اكبر من تجربتهم