متحري الجزيرة .. واثر النزاعات السياسية في القبائل!!
بلعام بن باعوراء” اعطاه الله دعوة مستجابة ، فاخرجه قومه يدعو على شعب “موسى” فخاب دعاؤه وقال لقومه : لم تبقَ الا الفتنة وان يجمّلوا نساءهم ويزينونهن ويدفعوا بهن الى جيش شعب موسى لعلهن يحدثن فيه اغراء وفتنة ورغم ذلك خابت استشارة الاغواء والاغراء كخيبة دعوته”
وهكذا اخرج الاخوان “بلعام عصرهم الاعلامي” يتحرّى عن احداث 86 بعنوان “الاخوة الاعداء” .
كل جنوبي سيتساءل اين كانت الجزيرة من تلك الاحداث من عام 1990!!؟ لماذا لم تذكرها الا هذه الايام مع هزيمة الاخوان في شبوة !!!؟ الم توجد احداث جديرة ان تسلط عليها متحريها!!؟ لماذا لم تتحرَ مثلا عن الانتفاضات وما جرى فيها!!؟
كم كانت هزيمة التمرد الاخواني في شبوة فاجعة لهم فاستنجدوا “ببلعام العصر” الاعلامي يدعو للفتنة واثارة ظغائن احداث وضعها الجنوبيين في اطار انها ذروة صراعات فشل الحزب الاشتراكي وقادته واجنحته ، وليس فشل الجنوب ولا قبائله ولا مناطقه ، وقد جاءت حالات انفلات امني وتحريض سياسي وامني عفاشي واخواني منذ عام1990م لجعل ذلك الصراع ثارات في الجنوب لتفتيته وبث التناحر فيه لكنهم خابوا!!!
وضعت القبائل الجنوبية تلك الصراعات في سياقها بانها صراع سلطة وخلاف سياسة ولم تُسجل حالة ثار او طلب ثار على خلفية تلك الاحداث
سيفتح “متحري” الجزيرة ملف احداث يناير 1986 في الجنوب وسيجنّد مقابلات لشخصيات كانت قريبة من مسرح الاحداث او مشاركة فيها وسيتخذ بعضهم من “المتحرّي” منبرا دنسا قذرا لتبييضه ، وقتًا ، وموضوعًا ، وتوظيفًا
النزاعات السياسية حديثة في الاعراف القبلية والمناطقية ورغم اشتراك القبائل فيها سواء قبائل الشمال او قبائل الجنوب واصطفافهم حول اجندتها وصراعاتها وحروبها لكن القبيلة وضعت خيطا فاصلا بين الحروب السياسية وحروب الثار القبلي ، فالحروب السياسية يضبطها الخلاف والاختلاف السياسي فلم تتحول في القبائل الى نزاع او ازمة قبلية او بين المناطق ولا ثارات فيها ، رغم تعبئة القوى المتصارعة ، وضعت خيط يفصلها عن الحروب القبلية التقليدية المتعارف عليها التي تستدعي التعصب القبلي والاخذ بالثار ولا يحسمها الا صلح قبلي من قبيلة محايدة او تدّخل من عقلاء القوم من القبائل المتخاصمة لان وراء تلك الاصلاح اعرافا وامثالا من الاحداث والعوائد ، اما النزاع السياسي فيسمونه “شان دول” !!! او “قتل الهيجات”!!! ولها امثال كثيرة ففي الشمال حرب السنوات السبع بين الملكيين والجمهوريين ، وانقلاب وقتل جماعة عبد الرقيب عبد الوهاب ، وحرب المناطق الوسطى ، والانقلاب على الحمدي ثم مذابح الناصريين كلها احداث دموية ماترتبت عليها ثارات في الشمال ولم يقال عنها “صراع الاخوة الاعداء” ، وفي الجنوب تاتي صراعات استقلال الجنوب ، واحداث 1968 في شبوة ، واحداث سالمين ، واحداث 1986 وبعد الوحدة جاءت احداث حرب 1994 بين الشماليين والجنوبيين بتكفيرها ودمارها ودمائها ثم حروب صعدة الستة ، وقتلى ومجازر الحراك السلمي الجنوبي التي ارتكبها الشماليون وحرب اجتياح الحوثي الحالية ، وغزوة الاخوان لعدن في 2019 , ثم تمردهم الاخير في شبوة …الخ، وماغطّت ولا تحرّت عن اي منهم وسمته “صراع الاخوة الاعداء”
كل تلك الحروب لها قتلاها وجرحاها وآثارها لكن ضابطها القبلي انها حروب اختلاف وخلاف سياسي او وطني او ما تسميه القبائل “شان دول ، وقتلى هيجات”
يثق متحري الجزيرة ومن اشار لها بنشر ملفات يناير 86م في آخر محاولاتهم الاعلامية لايجاد تصدعات جنوبية جنوبية انه تحرّي خائب ، فقبائل الجنوب لاتضع قتلى صراعات السلطة في الثار القبلي ولا تنعكس فيها تقاطع كالتقاطع الطائفي ولا ثارات عرقية “كالتوتسي والهوتو ” ، وتظل دماء السياسة من قبائلهم تسيل وهم يتزاوجون ويتناسبون ويقضون حوائج بعضهم بعضا ولو ان القبائل تضعه كما يتمناه المتحري ومن اشار له فان القبائل كانت قد تفانت بالمجازر والتصفيات وتقطّعت اوصالها وتشتت في الافاق قبل برنامج المتحري او بالاحرى “المتخرّي”