مقالات وكتاب
إحقاق الحق وتصويب إتجاه الحرب
ظلت سلطة الشرعية، المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح، واعتمادا على أخطبوط سرطاني انتشر في كل مناحي الحياة في عدن خاصة والجنوب عامة منذ حرب ١٩٩٤م وعلى ناهبي الأرض والثروة…ظلت هذه السلطة ومن معها تعرقل أو تماطل ليس فقط في الحرب ضد الحوثيين لتحرير محافظات الشمال وعلى رأسها صنعاء،فحسب، بل وظلت تعرقل اي خطوات من شأنها نقل مؤسسات الدولة من صنعاء إلى عدن أو تحديث وتطوير ما هو قائم في عدن ايضا.
واستمر الحوثيون خلال سنوات الحرب السبع بالسيطرة على المؤسسات السيادية وتوظيف مواردها لصالح “المجهود الحربي”… كالاتصالات والطيران والبريد والبنك المركزي…الخ.
ظلت هذه السلطة تناور وتبتز وتسرق التحالف وتكذب… وقالوا “لن نقتحم صنعاء لأنها المدينة التي بناها سام ابن نوح” و”لا ننوي دخول صنعاء بل تحسين شروط التفاوض مع الحوثيين”.و “لن ندع الجنوب يستقر حتى لا تتشجع المشاعر الانفصالية”…الخ.
كانت الحرب بالنسبة لتلك السلطة وحزب الاصلاح هي ضد الجنوب ومجلسه الانتقالي وحرب الخدمات ودعم جماعات الإرهاب وتبرير جرائمها والتخادم مع الحوثيين “حامي حمى الوحدة الجديد”…وحماية حقول النفط والغاز والأراضي التي نهبها كبار الفاسدين ومتفيدي نتائج حرب ١٩٩٤م.
ظلم بلغ أقصى مداه وأشكاله وانواعه، دفع بشعب الجنوب إلى الثورة بعد أن رأى ثرواته تنهب من قبل سرق ومبهررين لتستخدم لقتله وتجويعه وتركيعه.
استطاعت قيادة الانتقالي أن تلتقط هذه اللحظة التاريخية لتقود الثورة ولتصل بالصوت الجنوبي إلى اروقة القرار الإقليمي والدولي مخترقة الجدار السميك من المصالح الضخمة التي اشترى بها نظام ٧/٧ السابق واللاحق صمت الدول الكبرى وكبريات شركاتها العابرة للقارات.
الحق يعود مهما طال الباطل…بالصبر والتصميم والصمود والجرأة في الوقت المناسب.
لذلك لا غرابة أن نسمع الصراخ والعويل من قبل ابواق مراكز النفوذ في الشمال بعد الخطوات العملية التي تستهدف احقاق الحق وتصويب اتجاه الحرب بعد حرف بوصلته من اتجاه الشمال إلى اتجاه الجنوب.
* مقال تحليلي كتبته للمشهد العربي