المجلس الإنتقالي الجنوبي والأحزاب وقِـسمـة ضِـيـزى
الصراع على المناصب بين المؤتمر الشعبي والإصلاح والانتقالي الجنوبي منحصرا في محافظات الجنوب، أما الشمال الذي هو معقل الحزبين المؤتمر والإصلاح فسيكون الانتقالي وكل القوى الجنوبية خارج القسمة، فمن الاستحالة أن يتم منح الانتقالي منصب محافظ او حتى مدير عام بأية محافظة هناك،- كما هو ممنوع عليه ان يتحدث عن مناصب في مؤسسات ووزارات سيادية كالنفط والخارجية والسفارات والمؤسسات المالية- ليس فقط لأنه لا يوجد للانتقالي عناصره وقواعده بالشمال بل لأن تلك الأحزاب لن تمنحه حتى الفتات هناك لأن لسان حالها يؤكد: الجنوب للجميع،والشمال لأهله. هذا على افتراض ان تلك الاحزاب ستحكم بالشمال ،وهو أمرٌ مستبعد على المدييَــــن القريب والمتوسط.
ومع ذلك لا يمكن إلقاء اللوم على هذه الأحزاب وعلى شراهتها لالتهام كل ما فوق المائدة من مناصب، بل اللوم على الانتقالي الذي قبِـلَ بمنطق قسمة (الضيزى)، وتماهى أن يكون في معقله الجغرافي والجماهيري مجرد جُـزء صغير من كل كبير،(وصار المضيف بحكم الضيف وليس العكس)، بعد أن أذعن لضغوطات الخارج قبل الداخل وتحول لمجرد حزب سياسي-ويقبل ان يقتسم الضيوف غرف داره – بل وحزب من الدرجة الثالثة.
وبرغم هذا يظل المجلس الانتقالي الجنوبي على علاته هو المتاح الذي يجب الحفاظ عليه بالوقت الراهن حتى يجعل الله للجميع مخرجا، فالساحة الجنوبية لا تسر الخاطر، فهي في وضع تشظي وتمزق وحالة استقطاب مريعة،والبديل عن الانتقالي في وسط هكذا خراب هو الضياع والعودة للمربع الأول من تعدد الرؤوس.. ومع ذلك فهذه الضرورة وهذه الحاجة للانتقالي لا تعفيه مطلقاً من جلدات سوط الأنتقاد.