قصة كارثة انفجار مخزن لبيع السلاح في مدينة لودر
1️⃣ مخزن بيع السلاح يقع وسط سوق المدينة في أحدى البنايات التي تتألف من دورين، ويتوسط محلين للصرافة، عادة يكتظا بالزبائن في ذروة ازدحام السوق، وفي مثل هذه الأيام قرب عيد الاضحى تزداد كثافة رواد السوق حتى ساعة متأخرة من الليل.
2️⃣ لا يوجد أدنى مستوى من أحتياطات الأمان في المدينة عموما، فهناك عدة مخازن لبيع الاسلحة، ولاشك انها تحوي براميل بارود وأصابع دينمة تباع للاغراض السلمية مثل حفر الابار، بالإضافة لوجود محطات لبيع الغاز وسط سوق لودر وحواليها كم كبير من النفايات التى تتسب عادة في اشعال الحرائق.
3️⃣ بالإضافة إلى ماذكرته يوجد هناك لامبالاة مجتمعية، علاوة على أهمال وتغاضي من سلطات المديرية، وعقال ومشايخ المدينة، كل هذه اللامبالاة ستجعل من لودر عرضة لمزيدا من الكوارث مستقبلا، ان لم تتحرك الجهات المسؤولة، وتلزم مالكي مخازن السلاح ومحطات الغاز بنقل محلاتهم من وسط السوق.
4️⃣ قصة الكارثة: على لسان شهود عيان؛ المتسبب في الكارثة طفل، ربما يكون من ابناء مالك مخزن السلاح، دخل الطفل الى المخزن وكان يلعب بولاعة (قداحة) بالقرب من كيس بارود، الذي سرعان ما اشتعل، وصعب على الحاضرين اطفائه، ليتوسع ويتسبب بانفجارات متلاحقة للذخائر والقذائف حتى انهار المبنى.
5️⃣ المضحك المبكي، ان الانفجار قذف بخزنة المال الرئيسية لمحل الصرافة المجاور، قذفها بجوار باب المخزن المتفجر، وكان منظر الأموال يغري في ظل ظروف صعبة، في لحظة تجمع المنقذين، والطامعين، وصلت النيران لقذائف كبيرة، فانفجرت بشدة لتلحق مزيدا من الضحايا، وهي صورة أخرى لعدم المبالاة.
6️⃣ ملاحظة أخيرة: أوردت ماحصل اليوم في كارثة انفجار مخزن السلاح في لودر على لسان شاهد عيان، وكتبت تفاصيلها لغرض ايضاح عدم مبالاة الناس وتسهاهلاتهم وخطورتها، لست شامتا، بل إنني اكتب هذه الرواية وقلبي يقطر حزنا، وراجيا من أهلي وناسي في كل مناطق الجنوب ان يتحلوا بالحذر والمسؤولية.
7️⃣ ختاما: هذه اللامبالاة ظاهرة عامة في مجتمعنا الجنوبي، وما حصل اليوم في لودر محافظة أبين قد يحصل غدا في مدينة الحبيلين محافظة لحج، أو في عزان محافظة شبوة، أو في الجليلة محافظة الضالع، أو في مدينة من مدن الجنوب اذا ظلت اللامبالاة طاغية علينا. نسأل الله أن يجنب أهلنا شر الإهمال.