خطوات التغيير المرتقبة للإنتقالي وضروراتها الوطنية الملحة
يتهيأ المجلس الإنتقالي الجنوبي في قادم الأيام على إحداث تغييرات وإجراءات مهمة وهو ما أكدت عليه وأعلنته قيادته السياسية خلال الآونة الأخيرة؛ وتجدد التأكيد عليه في كلمات الجلسة الإفتتاحية للدورة الخامسة للجمعية الوطنية التي أنعقدت صباح أمس الثلاثاء في العاصمة عدن؛ وسينعكس كل ذلك في مضامين البيان الختامي الذي سيصدر عن ختام هذه الدورة في يومنا هذا الأربعاء؛ والتي تبشر بإتخاذ سلسلة من الخطوات والإجراءات والتدابير الهامة والتي تتعلق بحياة شعبنا الجنوبي؛ والتي من شأنها وضع حد لآلامه ومعاناته أو على الأقل التخفيف من وطأتها وحدتها والتي طال أمدها وصبر عليها كثيرا؛ وكذلك على صعيد وضعه الداخلي وما يستلزمه ذلك من تغييرات وتعديلات جوهرية في هياكله وإداراته ومؤسساته المختلفة وتوسعتها نوعياً وإستحداث أخرى ووفقا للظروف والحاجة لذلك؛ ونأمل أن تدخل إلى قوامها عناصر جديدة وبما يجعل الطابع الوطني أكثر حضوراً وشمولاً وبكفاءات وطنية مؤهلة ومقتدرة ومشهودا لها بالنزاهة؛ وكذلك الحال على صعيد الخطوات المتعلقة بإستكمال الحوار الوطني وتفعيل آلياته وصولا إلى محطة التوافق الوطني الأخيرة التي ستتوج بها مسيرة الحوار ووفقا للصيغة والتسمية التي سيتم التوافق عليها عند إستكمال كل الخطوات والوثائق المختلفة وفي مقدمتها ميثاق الشرف الوطني الجنوبي ( مؤتمر وطني؛ إجتماع ختامي؛ ملتقى عام ) أو أي صفة أخرى يتفق عليها بشأن ذلك؛ لأن الأهم من كل هذا هو بلوغ هذه المحطة وفي أسرع وقت ممكن؛ فالجنوب في سباق مع الزمن ومع خصومه وأعدائه الذين يحاولون سرقة الوقت لصالح خططهم ومؤامراتهم وبطرق وأشكال مختلفة .
لقد أصبح المجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم كياناً وطنياً واسعاً وقوي الحضور والتأثير؛ ويمتد بنشاطه على كامل خارطة الجنوب وبهيكلية متعددة المهام؛ سياسياً وإجتماعياً وثقافيا وعسكريا وأمنيًا؛ ويمثل بوجوده ودوره المتزايد رافعة وطنية وتاريخية حقيقية للجنوب وقضيته الوطنية العادلة؛ ومن يقفون ضده اليوم ويدعون لمحاربته وبأي صورة كانت؛ إنما يقفون مع الأسف الشديد في المكان الخطأ من التاريخ ويسيئون التقدير لمكانة الإنتقالي وما يعلق عليه شعبنا من آمال وطنية عريضة .
وحديثنا هذا لا يعني بأي حال من الأحوال تبرئة الإنتقالي من الأخطاء وأوجه القصور التي وقع فيها ورافقت مسيرته العملية خلال سنوات خمس من عمره ويرتبط بعضها بحداثة التجربة ولتعقيدات الوضع وحجم المؤامرات عليه وهو مدعو اليوم وبإلحاح لأن يقدم على خطوات جدية وشجاعة لتصحيح وتصويب كل ذلك وبروح وطنية مسؤولة وبما يمكنه من تجاوز هذه المرحلة وتعقيداتها؛ إعتماداً على وحدة الصف الوطني الجنوبي وتفعيل مبادراته المختلفة بهذا الإتجاه؛ وقد أصبح كل ذلك معلناً من قبل قيادة الإنتقالي وكل الموشرات تدل على قرب هذا التحول الهام؛ وهو ما يستدعي من قبل قوى الجنوب الوطنية والسياسية والإجتماعية أن تؤازره في كل خطوة وأن تكون عوناً له؛ ففي كل ذلك تكمن مصلحة الجنوب الوطنية العليا وبما يعزز وحدة الصف الوطني الجنوبي كضمانة موثوقة لنيل الجنوب كل إستحقاقاته الوطنية المشروعة .