الرئيس الزبيدي يفتتح انعقاد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية
افتتح الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الثلاثاء في العاصمة عدن، ومعه اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، والأستاذ أحمد حامد لملس الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، أعمال الدورة الخامسة للجمعية الوطنية التي تقام تحت شعار “وحدة الصف الجنوبي من أجل السلام الدائم والتنفيذ الخلاق لمخرجات اتفاق ومشاورات الرياض وحق الجنوب في استعادة دولته”
وشهد الافتتاح حضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ووزراء في حكومة المناصفة، ورؤساء الهيئات التنفيذية للمجلس في المحافظات والهيئة الإدارية للجمعية الوطنية وأعضاء الجمعية، بالإضافة الى قيادات هيئات ولجان المجلس المختلفة، وكذا عدد من الضيوف من شخصيات اجتماعية وسياسية وقادة عسكريون وأمنيون، وإعلاميون محليون وعرب.
وألقى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كلمة في افتتاح الدورة الخامسة للجمعية عبر فيها عن طيب المشاركة في افتتاح فعاليات هذه الدورة مشيراً إلى تحمل المجلس الانتقالي المسئولية الوطنية منذ إعلان عدن التاريخي في ظروف استثنائية مستنداً بعد الله على إرادة شعب الجنوب وحقه الذي قدم لأجله تضحيات غالية وسيستمر بتحملها حتى تحقيق تطلعات شعبنا.
وقال الرئيس الزبيدي إن المجلس الانتقالي يحرص على إرساء مداميك العمل المؤسسي في هيئاته كمهمة وطنية على طريق البناء التنظيمي لتهيئة شكل الدولة في الجنوب، مشدداً أن وصول قضية الجنوب لهذا المستوى من القوة والحضور السياسي إقليميا ودوليا لم يكن أمرا سهلا ولكنه تم بالإرادة الشعبية الجنوبية التي عبرت عنها وثائق وأدبيات المجلس التي كانت أقوى من كل التحديات.
وجدد الرئيس الزبيدي في كلمته على التأكيد أن الوطن الجنوبي لكل الجنوبيين دون استثناء، مؤكدا الحرص على وحدة الصف الجنوبي يقينا من أن الجنوبيين يقفون على الهدف نفسه، ومشيرا إلى أن فريق الحوار الخارجي قد بذل جهودا مشكورة في هذا السياق، وأنه قد حان الوقت لحوار مواز من الداخل لضمان تحقيق الأهداف المشتركة ومشاركة شرائح شعبنا في صناعة ملامح مستقبل دولة الجنوب.
وأكد الرئيس الزبيدي أنه قد تم توجيه وحدة شؤون المفاوضات بالتواصل لتشكيل وفد وطني جنوبي يقوده المجلس بمشاركة مختلف الكفاءات الجنوبية لتمثيل قضية شعب الجنوب، مشددا على الجهود الحثيثة لتمثيل أوسع لشعبنا ومكوناته الحية في إطار المجلس الانتقالي ككيان وطني جامع من خلال إعادة هيكلة مؤسسات المجلس وهيئاته.
وقال الرئيس الزبيدي أن الشراكة مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة هي محل اعتزاز وذات أهمية بالغة والتحديات الماثلة أمام دول التحالف هي تحديات ماثلة أمامنا ونشترك معهم في مواجهتها ومعالجتها، مشيرا إلى أن المشاركة في اتفاق الرياض الذي لاتزال مضامينه ثابتة والعمل لتنفيذها كجزء من الشراكة في مجلس القيادة الرئاسي الذي جاء كمعالجة لظروف بالغة الأهمية بما فيها إكمال تنفيذ اتفاق الرياض وإجراء إصلاحات اقتصادية وعسكرية، موجها الشكر للأشقاء في السعودية والإمارات والكويت على استجابتهم السريعة لمعالجة الملفات العاجلة ودعم المشاريع الخدمية.
وأكد الرئيس الزبيدي على السلام الشامل الذي يضمن استعادة الجنوب لأهله من خلال عملية سياسية شاملة بحسب ما تضمنه اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون والواقع على الأرض، مؤكدا على دعم الهدنة، وحماية منطقتنا الاستراتيجية وتأمين خطوط الملاحة البحرية، داعيا دول التحالف والمجتمع الدلي إلى الإسهام معنا في جهود مكافحة الإرهاب.
واختتم الرئيس الزبيدي كلمته بدعوة كافة القوى والمكونات والنخب السياسية اليمنية إلى توحيد صفها من خلال إجراء حوار جاد يعالج مسببات الصراع في الشمال، مؤكدا الوقوف إلى جانبهم سلما وحربا، كما أكد أيضا على الدعم الكامل للجمعية الوطنية في كافة مهامها الوطنية والوقوف إلى جانبهم على العهد الثابت، عهد الرجال للرجال.
وكان اللواء أحمد سعيد بن بريك قد ألقى كلمة افتتاحية رحب فيها بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي وجميع الحضور، خاصة الإعلاميين وتحديدا المصريين منهم الذين حضروا تدشين دورة الجمعية الوطنية، مشيرا إلى أن الدورة الخامسة للجمعية تأتي في لحظات حاسمة وظروف عصيبة بعد مشاورات الرياض، حيث سيقف أعضاء الجمعية الوطنية أمام دراسة ما خرجت به مشاورات الرياض وما تم تنفيذه سابقا انطلاقا من المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم ومن قرار الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، خصوصاً مع مجريات الأمور الطارئة وما يمر على الجنوب وما يعانيه مواطنوه.
وقال رئيس الجمعية الوطنية إنه سيتم خلال هذه الدورة تحديد خارطة طريق للمجلس الانتقالي وهيئاته وفروعه، مشيرا إلى إننا كنا في صراع من أجل الوجود وانتصرنا بانتصار التحالف وانتصرنا على الأرض بعد أن قدمنا مئات الشهداء والقافلة تسير حتى تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.
وشدد اللواء بن بريك أننا نتعامل مع الواقع من أجل مصالح شعبنا في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب وما تتطلبه من خدمات، مؤكدا على الدور المهم للرئيس القائد عيدروس الزبيدي في مشاورات الرياض لتعزيز موقف التحالف والانتصار له، والخروج بخلاصة خارطة طريق تتعلق بقيام مجلس قيادة رئاسي، مؤملين أن يقوم هذا المجلس بتوجيه القوى لمواجهة الحوثي، ومتمنيا أن يتحلل مجلس القيادة الرئاسي من القيود ويعمل على تطبيق الأجندة المطروحة أمامه في الاتجاه العسكري والاقتصادي.
وقال اللواء بن بريك اننا نعمل للانتصار للمشروع العربي وحل مشكلة الأزمات من خدمات ودفع مرتبات، مشددا ان شعب الجنوب لن يفرط في منجزاته التي تحققت، مؤكدا ان الجمعية الوطنية خلال هذه الدورة سيكون لها قرارات مهمة للغاية تشمل الموارد المتعلقة في الكهرباء والماء والتعليم والصحة والرواتب، وأن هناك استثمار يمكن الاستفادة منه، وأنه سيتم الوقوف أمام كل تلك المشكلات، داعيا للاستفادة والاستعانة بالخبراء والكفاءات الجنوبية لتجاوز كل الأزمات.
واختتم اللواء بن بريك كلمته بالتأكيد أن توجهات الجمعية الوطنية ستحدد بوصلة المستقبل وستحدد أدواتها والحلول في المسائل الملحة في الاقتصاد والخدمات وغيرها، مشيرا إلى أن الجنوب قد ضحى بكثير من الشهداء لأجل رفع راية الجنوب ولن يتم نسيانهم، وأن مجلس القيادة الرئاسي يعتبر أمل للشعب في الجنوب والشعب في الشمال، وأننا جميعا سنقف مع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في مجلس القيادة الرئاسي تأكيدا وثقة منا أنه قائد أمين يحمل قضيتنا وما ضحى لأجله شهداؤنا.
وكان اليوم الأول لأعمال الدورة الخامسة للجمعية الوطنية قد افتتح بأي من الذكر الحكيم أعقبه النشيد الوطني الجنوبي، ثم تم عرض فيلم وثائقي أعدته اللجنة الإعلامية في الجمعية الوطنية بعنوان استعادة وطن تحدث عن المراحل المختلفة التي مر بها الجنوب منذ ما قبل الوحدة وحتى ما بعد تشكيل المجلس الانتقالي، كما تخلل افتتاح الدورة الخامسة للجمعية الوطنية تقديم قصيدة شعرية نالت استحسان الحضور.