انفصام خطاب اليمننة
الحوثي انقلب على دولة اليمن و”تحوثنت ” مؤسساتها المدنية والعسكرية والامنية وانسابت قوات الدولة الوحدوية مليشيات تحتل الوحدة ، و”الخبره” وطرفياتهم يرددون الانتقالي انقلب على الدولة للتورية على الفاعل الاساسي واخفاء دور المنهزم الاساسي !!!
أي دولة !!؟ اين الدولة التي انقلب عليها الانتقالي!!! ؟
الدولة انقلب عليها الحوثي و “افتض بكارتها” السياسية والحزبية والعسكرية والامنية والمخابراتية والقبلية..الخ وتملشنت ورددت صرخته عساكرها وقبائلها واحزابها ومؤسساتها المدنية ومنظمات عملها المدني والحقوقي وصبغها بقطرانه الاخضر “صوت وصورة” وابتلع كيانها!! امّا الانتقالي فارادة انبعثت من المقاومة الجنوبية حين استسلمت الوحدة و”تحوثنت” مؤسساتها!! وقاتلت جيوشها في الجنوب مع الحوثي ، واسالوا طارق عفاش ” ، فالشجاع لايكذب لو على رقبته!!
ماذا صنعوا خلال السنوات الثمان في الشمال !!؟
لم تهزم الحوثي لا مؤسسات الدولة ولا عساكرها التي اعترف بعض قادتها انها على الورق تجاوزت “سبعمائة الف” ، ولا هزمته مقاومتها ولا حتى مليشيا هزمته !!
الهيكلة لا تعني اقالة الرئيس “منصور” وتكرار ذات السياسات ؛بل ؛ تعني اخذ مفردات الواقع كما هي ، فالازمة ليست معه فهو جنوبي وكان بالامكان ان يكون الانتقالي جزء من مشروع اليمننة معه ، لكن الخلاف مع الهدف الذي ظل منصور يسعى اليه في الجنوب وكان سببا رئيسيا في الهيكلة ، ولذا لايمكن قبوله من الرئاسي!!
الهيكلة هي القطيعة مع النهج القديم!! فالقضايا الوطنية لا تبتلعها المسارات السياسية والتحالفات السياسية / العسكرية ولا الهيكليات ، والانتقالي صار عضوا أساسيًا في سلطة الرئاسي ، التي مهمتها هزيمة الانقلاب او كسر قامته حتى يفاوض وقامته كسائر القامات ، فهذه هي استعادة دولة اليمن فهل يستطيعون!!!؟
الانتقالي دخل الرئاسي بمشروعه واقسم عليه ونهجه وهدفه معلوم ، وسياق تناغم مكونات الرئاسي في مواجهة الحوثي وهزيمته سلما او حربا حتى الوصول للحل النهائي “وكل طرف ماسك على خنجرة” ، فلا حلول بدون خناجر!!!
ان العجز السياسي وتشوش الرؤية في مكونات اليمننة فهي لاتدري ماذا تريد !! فمؤسسات الدولة في الحرب تعني: ان من يجبي الموارد يصرفها في الخدمات ، وفي تجهيز جبهات الحرب ، والانتقالي لا يجبي ولا يمكن ان يطالبوه بالمشاركة في الجبهات ويحاربوه في الخدمات !!
ان الانفصام في من يريدون الوحدة ولا يستطيعون السيطرة على جغرافية الشمال وعاصمته ولا يستطيعون كسر الانقلاب!!ثم يلوذون بمصطلحات الوحدة ، والوطنية ، والدولة ، والسيادة ، والمؤسسات ، فكل تلك المفردات لها بريق وقدسية ليست فيها وليست دولة اذا ضاعت الجغرافيا!!!
فاي كيان وطني يريدون!!؟
الكيان الوطني العام للدولة اليمنية مسلوب مُنقَلَب عليه وجغرافيتها محتلة ، ونخبهم تنقلب عكسيا باتجاه الجنوب وانه يرفض الوحدة، ويعجز عن الانفصال ، لتمويه حقيقة انهم فشلوا في استعادة صنعاء لتثبيت الوحدة في الشمال وبدل ذلك يسعون لتثبيت مصالحهم في الجنوب بشعارات شتى ليسلموها للحوثي باسم الكيان الوطني العام لعله يقبلهم “زنابيل” في دولة طائفيته
اذا كان من هيكلة فهي في تقديم خدمات المناطق المحررة وان يقف السلاح الجنوبي مع السلاح الشمالي ضد الحوثي وهذا سيوضح اين التمرد!!؟ واين الانقلاب!!؟ ، فالحوثي يحتاج رجال حرب يهزمونه مثلما اخذ الدولة برجال حرب ، ولن تحررها هيكلة تعيينات لمراكز قوى ، ولا “تورتة مزيّنة بعلم” ولا الالتفاف والالتفاف على الالتفاف والانشغال بمعارك خارج سياقها ثم اتهام الانتقالي بفشلهم ، فهو ابن شرعي للمقاومة الجنوبية سواء انقلابي او مليشياوي او شريك له مشروعه ، فمشروعيته وشرعيته من ارض الجنوب ومن دماء احراره !! فاين القوة التي نبتت من المقاومة الشعبية في الشمال !!!!؟ وهزمت الحوثي وسموها مليشيا او ماشئتم من تسميات!!؟
بقلم / صالح علي الدويل باراس