مقالات وكتاب
منذ الوحدة “اللامباركة
منذ الوحدة “اللامباركة”، والطرف الشمالي الحاكم، سواء كان يقوده المؤتمر أو الإصلاح أو الحوثيين، وبمباركة بقية القوى بناصرييها واشتراكييها ومختلف مسمياتها…، لا يلتزم بتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الجنوب، بل وبعد كل اتفاق كان يخوض حربا تلو الأخرى، للحيلولة دون تنفيذ تلك الاتفاقات بدءا باتفاق إعلان الوحدة ، مرورا بوثيقة العهد والاتفاق الموقعة برعاية ملك الأردن، مرورا بما سميت مخرجات حوار موفمبيك -التي لم يشارك فيها أصلا الحراك الجنوبي- وحتى اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية “الشرعية” تحت رعاية قيادة التحالف العربي، وأخرها مشاورات الرياض.
بعد حوالي ٤٠ يوما على عودة الحكومة والمجلس الرئاسي لم يلمس الناس اية مؤشرات على الواقع تثبت جدية تنفيذ نتائج إعلان الرياض، سواء بالجانب الخدمي والمعيشي أو بما يتصل بالتعامل مع الهدف الأساسي وهو “إنهاء انقلاب الحوثيين وعودة الشرعية إلى صنعاء وما يقتضيه من تحريك القوات المتمركزة في وادي حضرموت والمهرة وشقرة باتجاه جبهات الحرب المتنظرة “.
على العكس من ذلك ، ما زال التعطيل والاستفزاز وافتعال معارك جانبية والبحث عن اختراع مشاريع ومهام وهمية… ما زال كل ذلك هو الأسلوب القديم الجديد للهروب من تنفيذ استحقاقات مهام المجلس والحكومة.
ما يحز في نفوس الجنوبيين أن الطرف الشمالي لا يحترم تضحيات الجنوبيين وتنازلاتهم المتتالية من أجل رفع المعاناة عن عامة الناس ووقف نزيف الدماء، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إصرار التحالف وبضغط دولي غربي من تكرار تجريب المجرب وتشجيع الباطل على حساب الحق.