مقالات وكتاب
عشر سنوات على رحيل محمود عبدالله عراسي
كنت قد كتبت هذا الموضوع يوم الأحد الماضي لينشر يوم الأثنين ٩ أبريل والذي يصادف مرور الذكرى العاشرة على رحيل الصديق والرفيق العزيز والشخصية الوطنية والسياسية المرموقة وإبن عدن البار محمود عبدالله عراسي الغني عن التعريف؛ فهو الشخصية المحبوبة والمتواضعة والمخلص لعمله والمتفاني بأداء واجبه وبروح المسؤولية والإنصباط وإحترام النظام والقانون؛ وهي صفات يعرفها كل من عملوا معه عن قرب أو جمعته بهم صلات العمل في الهيئات والمؤسسات الحزبية والحكومية؛ ولكن فقداننا المفاجىء وخسارتنا الكبيرة بوفاة شهيد الواجب أخي العميد سيف شائف في الحادث المؤلم الذي تعرض له يوم الأحد الماضي قد فرض علينا تأجيل نشره إلى هذا اليوم الخميس .
أنه لمن الواجب الوطني والأخلاقي أن نتذكر وبروح العرفان والجميل لكل ما قدمه الفقيد العراسي لعدن الحبيبة خلال فترة وجوده كمحافظ ورئيسا للمكتب التنفيذي لمجلس الشعب المحلي بالعاصمة عدن؛ وكان لي الشرف أن أكون عضوا فيه في بداية ثمانينيات القرن الماضي وتشرفت كذلك برئاسة تحرير مجلة ( عدن الجديدة ) التي كانت تصدر عن المجلس وكان من أبرز طاقم تحرير المجلة الأساتذة الأعزاء علي عبدالله آمان والمرحوم أحمد عمر بن سلمان والإعلامي ناصر بحاح والشاعر المرحوم عبدالرحمن إبراهيم .
لقد شهدت عدن خلال وجوده كمحافظ نقلة نوعية في مجالات عدة أكان على صعيد عمل المؤسسات المحلية الخاضعة لسلطة المحافظة ومجلسها المحلي؛ أو لجهة الخدمات البلدية العامة من تشجير ونظافة وإنارة للأحياء والشوارع ومشروع إنارة الطريق البحري وتطوير الحدائق والمتنزهات وفي مقدمتها حديقة ملاهي وبستان الكمسري الذي شهد تطويرا شاملا وبأحدث الألعاب حينها؛ وإدخال عدد من نوافير المياة الحديثة التي تتداخل بالأضواء الملونة ليلا والتي شهدتها عدن لأول مرة وغيرها كثير ؛ ومن المؤكد بأنه قد أستمر بعطائه المعتاد في محافظة حضرموت عندما عين محافظا لها في النصف الثاني من الثمانينيات وأثبت أيضا إخلاصه وإهتمامه بالمكلا وبعدد من مدن حضرموت كذلك؛ ولعل أهلنا في حضرموت الخير يتذكرون ذلك جيدا ويذكرونه بكل خير .
ومع الأسف الشديد ورغم المشوار الوطني والعملي الطويل لراحلنا الكبير ( محمود عبدالله عراسي ) ومنذ أن كان ضمن الرعيل الأول لخلايا الجبهة القومية السرية أثناء فترة الكفاح المسلح في عدن؛ أو فيما يخص تكليفه بعد الإستقلال الوطني المجيد بعدد من المسؤوليات الهامة؛ ومنها كمدير لشركة طيران الميدا أو كسفير لبلادنا في أندونسيا وليبيا ولا حقا كوزير للسياحة في حكومة مايو ٩٠م ثم العودة كمحافظ لعدن بعد وفاة المناضل الأكتوبري الكبير والبارز سعيد صالح سالم عام ٩١م في حادث مروري مازال غامضا حتى اليوم ونجى من الموت المحقق رفيقة في النضال مثنى سالم عسكر الذي توفاه الله لاحقا في المنفى؛ وكان ( العم ) سعيد قد تولى منصب المحافظ لعدن بعد مايو ١٩٩٠م .
ورغم كل ذلك ومما لم تسعفنا الذاكرة بالإشارة لمهام أخرى هنا؛ فإن محمود عبدالله عراسي لم ينال حقه من الوفاء والتكريم الذي يستحقه ولو بتخليد ذكراه عبر إطلاق أسمه على أحد أحياء عدن أو شارع من شوارعها الرئيسية أو أي صرح أو مؤسسة وطنية تليق به .. فهل نأمل ذلك من الجهات المعنية كعرفان ووفاء في ذكرى رحيله العاشرة ؟!
* صالح شائف *