في عائلة الشوبجي .. لا ثمن للوطن ولا للمجد حدود
رغم الفاجعة والحزن العميق على استشهاد البطل محمد يحي الشوبجي قائد قوة مكافحة الإرهاب في الضالع وهو يواجه ببسالة وشجاعة نادرتين المجموعة الإرهابية القادمة من خلف حدود الضالع الجنوبية؛ مع رفيق دربة البطل الشهيد وليد الضامئ نائب قائد الحزام الأمني بالمحافظة مساء أمس الجمعة رحمهما الله وكل رفاقهما من الجنود الأبطال؛ ليكون بذلك محمد الشهيد الخامس في عائلته الكريمة؛ فقد سبقه في الشهادة ثلاثة من إخوته الأبطال وهم شلال ومازن وأنور ووالده المناضل الشهيد يحي محمد الشوبجي .
فكم هي عظيمة هذه التضحية التي قدمتها هذه الأسرة الوطنية المناضلة الاستثنائية التي عانقت التاريخ بفخر وكبرياء وسخاء عظيم في سبيل الدفاع عن الجنوب وحريته وكرامة أبنائه؛ مقدمة أروع أمثلة البطولة والفداء في ميادين العزة والكرامة والشرف الذي لا يناله غير أمثالهم صدقا ووفاء وحبا للجنوب وقضيته؛ وهم بذلك لم يرون أمامهم غير طريق المجد والشموخ والكبرياء؛ بعيدا عن كل مظاهر الزيف والادعاء بالبطولات الوهمية التي يصطنعها أصحابها عبر وسائل متعددة مخادعة ومضللة ومكشوفة للناس؛ وهم أولئك الذين يجعلون من ( بطولاتهم ) وادعاءاتهم بالتضحية من أجل الجنوب وسيلة للتربح والتكسب الرخيص والحصول على منافع وامتيازات ليست لهم ولا يستحقونها وخارج النظام والقانون .
لقد قدمت عائلة الشوبجي نموذجا فريدا في الإخلاص والثبات على المبادئ وأسست مدرسة وطنية للتضحية وبأسمى وأنبل معانيها؛ وهي مدرسة ملهمة حقا لكل عشاق الحرية والمدافعون عن كرامة الجنوب وحريته وحقه الأصيل في استعادة دولته الوطنية وسيادته على أرضه؛ مهما عظمت التضحيات وتشعبت الدروب أو تاه التائهون بحثا عن ذواتهم ومنافعهم الخاصة أو تخاذل المتخاذلون؛ فطريق النصر تعبده التضحيات وهي التي تقرب المسافة يوما بعد آخر للوصول إلى الهدف العظيم؛ وليس بالثرثرة السياسية الجوفاء أو بالشعارات المعلقة بالهواء دون فعل ملموس على الأرض يستحق الاعتزاز أو التفاخر به من قبل من أدمنوا العيش في وهم الادعاء بالتميز ( الوطني ) .
بقلم / صالح شايف حسين