هناك الكثير من التقاليد الرائعة التي ترسخت وتعمقت في حيــاة ونشاط قواتنا المسلحة ،تعكس في مدلولاتها ومضامينها الطبيعة الطبقية لقواتنا المسلحـة وميزتها الاجتماعية كمدرسة شعبية عامة يتعلم فيها ابناء العمـال والفلاحين معنى الدفاع عن الوطـن والاستعداد لردع أية محاولات للمساس بسيادته والنيل من مكتسبات الثـورة المحققة.
ومن تلك التقاليد مراسيـم أداء القسم العسكري وتسليم الرايـات القتالية في الوحدات العسكرية التي تستقبل دفعات جديدة من مجنـــدي الخدمة العسكرية الوطنية، حيث تجرى مثل هذه المراسيم في أجواء حماسية مهيبة وأمام قادة وأفراد الوحدة المعنية وتتخللها الكلمات المعبرة والعـروض العسكرية.
ومع مظاهر الاحتفالات الواسعـة والمكثفة التي تشهدها قواتنا المسلحة مع تدشين مهمات العام التدريب ۸۰م شهد الرفيق العقيد عبداللـه على عليوه النائب الأول لوزير الدفاع رئيس هيئة الاركان العامة الاحتفال الخطابي والعرض العسكري الذي أقيم قبل يومين في قيادة سلاح المهندسين بمناسبة تخرج افراد الدفعة السابعة عشـرة من المجندين الملتحقين في الدورة التخصصية في مدرسة سلاح المهندسين وأدائهم القسم العسكري وتسلمهم لعلم سلاح المهندسين من رفاقهم مجنـدي الدفعة الثالثة عشرة.
بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبيـة من قبل قائد سلاح المهندسين ، أشـاد فيها بالانضباط العالي والجهود المتفانية التي أبداها المجندون خلال فتـرة الدورة، مؤكدا أن الدورة قد حققت كافة المهام والاهداف الدراسيـة المطروحة أمامها بحيث اكتسـب الدارسون المعارف والمهارات الهندسية الاولية التي سوف تكون عونا لهـم عند تنفيذ المهام اللاحقة في سياق تأديتهم لواجبهم الوطني.
ثم تحدث العقيد عبدالله علـى عليوه ، مهنئا المجندين بالنجــاح الذي حققوه والذي يؤهلهم للانضمام الى الأسرة العسكرية ويمكنهم من اداء واجبهم الوطني بكل اخلاص وتفـان وحماس.
واشار الى ان قواتنا المسلحـة اليوم قد غدت وبحق مدرسة تربويـة للشباب الذين يلتحقون في صفوفهـا تباعا وبصورة مستمرة لأداء الخدمة العسكرية الوطنية ، بهدف اعدادهـم سياسيا وعسكريا لتحمل مسؤولياتهـم النبيلة إزاء الدفاع عن الوطـن والثورة .
وطالب المجندين ببذل قصـارى جهودهم خلال فترة خدمتهم لتطبيـق المعارف النظرية والدروس التدريبيـة في واقع الحياة العملية والاستفادة من تجارب وخبرات ومهارات رفاقهم الضباط والأفراد والتعلم للاستزادة من المعارف والعلوم العسكرية والتقاليد النضالية والصفات القتالية التي لا غنى لهـم عنها.
كما القيت كلمة تعهدية من قبـل خريجي الدورة من المجندين عبرت عن سعادتهم وفرحتهم بهذه المناسبة واكدت عزمهم للعمل بهمة وحمـاس عاليين وبروح الاخلاص لتنفيذ كافة المهام التي ستوكل اليهم فـي الوحدات الفرعية التي سيكون لهـم شرف مواصلة تأدية واجبهم الوطني في قوامها القتالي ، وبأن لا يبخلـوا بدمائهم وأرواحهم من أجل عـزة الوطن وانتصار مثل الثورة السامية. عقب ذلك جرت مراسيم تبـادل العلم بين مجندي الدفعة السابعـة عشرة والدفعة الثالثة عشرة فـي أجواء حماسية مهيبة على انغـام المارشات العسكرية التي صاحبت الحركة العسكرية النظامية لجماعة العلم من الدفعة الثالثة عشر التي تقدمت الى امـام منصة المهرجان وتقدمت معها في ذات الوقت جماعـة من مجندي الدفعة السابعة عشـرة. وفي اجواء مفعمة بأسمى آيات الايمان والاخلاص تم تسليم الراية القتاليـة للسلاح كأمانة في أعناق الدفعـة الجديدة الذين قطعوا العهد علـى انفسهم بصيانة هذه الأمانة والحفاظ عليها.
بعدها اعتلى أحد المجندين منصة المهرجان ببندقيته الآليـة «كلاشينكوف» التي يعرف الآن خصائصها ويجيد استخدامها ويزهو بها ويفخر بعلاقة العشق التي تربطه بها والتي ستتقوى في صفوف القوات المسلحة، وبين يديه وثيقة القسم العسكري الـذي أخذ يردده بصوت رجولي ملــئ بالثقة والايمان، وردده معه وبصوت جماعي يهز المشاعر والوجدان كافـة افراد الدفعة السابعة عشرة من مجندي الخدمة العسكرية، ورددت معهم أفئدة وقلوب ومشاعر ووجدان الحاضريــن:(بدخولي صفوف القـوات المسلحة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أُقسم بصورة مهيبة أنني سأكون جنديا أمينا وجســــــــــوراً ومطيعاً ويقظاً ، وسأحافظ على مختلف أسرار الدولة المدنية والعسكرية بكل صرامة ، وسأنفذ جميع الانظمة والاوامر دون أي تردد او اعتراض.. أُقسم بإخلاص انني سأتعلم، الفـن القتالي وسأكون دوما في الاستعـداد القتالي المستمر من اجل الدفاع عن الثورة ومنجزاتها ومخلصا لمبــادئ واهداف الحزب والشعب والوطـن وحكومة الثورة، وسوف لن أتـردد في تنفيذ الاوامر الصادرة الــيّ للوقوف دفاعا عن الوطن.. وبصفتي جنديا في القوات المسلحـة اقسـم ان ادافع عن هذا الوطن بمهارة ووجدان وشرف وإخلاص، ولن أبخل بدمــى وحياتي في سبيل احراز النصر الكامل على الأعداء، واذا خالفت ما اقسمت به فلیداهمنی حقد الشعب واحتقاره ولتطالني يد القانون).
وفي نهاية الاحتفال قدم افراد الدفعة السابعة عشرة عرضا عسكريا شاركت فيه وحدات من السلاح، واظهـر المجندون قدرتهم على التكيف السريع على الحياة العسكرية التي مثلت نقلـة نوعية في مجرى حياتهم ، وجعلـت منهم أناساً يعتمد عليهم في تحمـل عبء، مسؤولية الدفاع المقدس عن تراب الوطن وتأمين منجزات الثـورة من تطاولات الاعداء على الأعداء.
نُشر في صحيفة “14 أكتوبر”، 10 يناير 1985م، ص 3