العام 2022 يشهد نقلة نوعية في إنتاج السيارات الكهربائية
أشار تقرير إلى أن العام 2022 سيشهد ازديادًا في إنتاج السيارات الكهربائية، في نقلة نوعية بقطاع صناعة السيارات، بما يتواءم وأهداف الحياد الكربوني الذي تسعى دول كبرى إلى تطبيقه.
وذكر موقع ”توب إلكتريك إس يو في“، المتخصص بسوق السيارات العالمي، أن شركات السيارات ستنتج خلال العام الجاري أكثر من 60 نوعًا من السيارات الكهربائية؛ معظمها من سيارات الدفع الرباعي.
ويزداد الاهتمام عالميًا بالسيارات الكهربائية وتشييد بناها التحتية، للحد من استخدام الوقود الأحفوري، ومواجهة الاحترار العالمي، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
ونفذت بعض الدول خطوات متقدمة، لتزداد مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة فيها؛ مثل النرويج، وسويسرا، حيث تخطط النرويج لتحول كامل إلى استخدام سيارات وحافلات كهربائية وهجينة للنقل العام.
تنافس إيجابي
وتشير بيانات صادرة عن كبرى شركات السيارات العالمية إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت تنافسًا غير مسبوق لإنتاج السيارات الكهربائية، في توجه جديد تسعى الشركات من خلاله إلى مجاراة زيادة الوعي الشعبي، والتوجه العالمي الرامي إلى التصدي للتغيرات المناخية، والتقليل من أضرار الاعتماد على مشتقات الوقود الأحفوري في وسائل النقل.
ولم يقتصر الأمر في الآونة الأخيرة على الشركات التي تتبنى سياسات الاقتصاد الأخضر؛ مثل تسلا، بل أصبح جزءًا من خطوط إنتاج شركات السيارات التقليدية، التي تركز عادة على التصاميم، وقوة المحركات، وإدخال آخر صيحات الرفاهية.
تحديات
وتصطدم الجهود الرسمية والخاصة بجملة تحديات متعلقة بالبنى التحتية، إذ تعاني معظم محطات التزود بالطاقة الكهربائية من اكتظاظ شديد، وسط خطط لتحويل محطات الشحن لتصبح عاملة بالطاقة الشمسية، بدلًا من تشغيلها بالوقود الأحفوري للحصول على الكهرباء المستخدمة في شحن بطاريات السيارات الكهربائية.
وتبرز أيضًا مشكلة محدودية قدرة البطاريات المتوافرة حاليًا، ومن هنا تنبع أهمية الابتكارات الحديثة الرامية إلى تعزيز قدرة البطاريات، وهو ما يعكف عليه مبتكرون وعلماء حول العالم.
مشكلات البطاريات
ويزداد الجدل عن الجدوى البيئية من استخدام المركبات الكهربائية، فضلًا عن احتواء المواد المستخدمة في تصنيع البطاريات المتوافرة في الأسواق حاليًا على عناصر مضرة بالبيئة.
وتشير تقارير عالمية إلى أن خطط إتلاف البطاريات تشبه ضخامة خطط التخلص من المفاعلات النووية.
وتستمر شركات السيارات في محاولات حل تلك المشكلات؛ ومنها جهود مجموعة فولكس فاغن الألمانية، التي تعمل على مشروع لشحن سريع لبطارية السيارة الكهربائية، والحديث يدور عن شحن البطاريات بنسبة 80% في غضون ربع ساعة؛ وفقًا لإذاعة صوت ألمانيا دويتشه فيله.
ويبدو أن ارتفاعات تكلفة السيارات الكهربائية وقصر مداها، ما زالت تتحكم بالمزاج العام، وإقبال الأفراد على اقتنائها، بالإضافة إلى تذبذب السياسات تجاهها، وهو ما حدث بالفعل، العام 2015، إذ تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن خطة طرح مليون سيارة كهربائية في شوارع الولايات المتحدة.
تفاؤل
وعلى الرغم من التحديات، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تبلغ نسبة السيارات الكهربائية في العالم نحو 15% من الإجمالي، بحلول العام 2030.
ويبدو أن ارتفاع سوية الوعي الشعبي حول العالم بأضرار الوقود الأحفوري على البيئة، والتوجه الرسمي لحكومات العالم الرامي للتصدي للاحترار العالمي، وضعا شركات تصنيع السيارات تحت ضغوط عدة؛ فإما أن تنظم إلى السباق أو تخاطر بالتخلف عن نظرائها.