هناك من غادر المشهد من الشرعية ولكن ليس برغبته وإنما لضرورات عاجلة لتعديل البوصلة نحو استعادة زمام الامور بعد سوء وفساد الادارة العسكرية والسياسية السابقة والوقوع في مستنقع التناقضات وخاصة وقد تم الاستحواذ على قرار الشرعية فصيل سياسي يحمل أجندات لم تكن استعادة صنعاء من بينها ولكنها كانت موجه نحو وضع اليد على الجنوب باعتبار من هو في صنعاء حاكما وطردهم منها يشارك بالانتماء الجهوي سدنة الحزب ولا خوف على صنعاء فهي تحت أيادي أمينه لذا كانت مهمتهم الحفاظ على الجنوب خوفا من ذهابه بعيداً عن سيطرة الهضبة الزيدية ولهذا اضاعت الشرعية فرصة سانحة لعودتها الى صنعاء وذهب دعم التحالف سدى وتبعثر في متاهات لا علاقة لها بالهدف الذي من اجله دخل الحرب
وهناك من دخل المشهد الان بعد عملية جراحية قام بها التحالف بمساندة مجلس التعاون الخليجي وتم تجميع ممثلي قوى سياسية تتناقض في أهدافها لكن يجمعها هدف مرحلي توافقت عليه وهو استعادة العاصمة صنعاء سلما او حرباً ونجاح هذا الهدف يعتمد على حسن وصدق النوايا لدى هذه التوليفة وهل تستطيع ان تضبط البوصلة وتذهب نحو وضع استراتيجية شاملة وتفصل بين المهام التي تتعلق باستعادة العاصمه صنعاء وإرغام حكامها الجدد على القبول بالتفاوض سلما او التلويح باستخدام القوة لاستعادتها حرباً وهذه العملية تتطلب استعدادات واجراءات واعادة تموضع القوات وحشدها نحو الجبهات بالتزامن مع السير نحو المفاوضات التي تم فرضها من قبل الإقليم والعالم ويجري بحث تفاصيلها في عواصم اخرى بعيده عن المجلس وفِي نفس الوقت تقييم الأداء لكل القيادات في فترة الثمان السنوات الماضية هل هناك خلل وضعف في الأداء القيادي للعمليات الحربية وما سبب الهزائم التي مني بها الجيش الوطني وهل يتطلب اجراء تغييرات واسعه وهناك العديد من الإجراءات اللوجستية التي تؤمن سير معركة الحسم مستقبلا في حالة فشل الهدنه والمفاوضات وهذه كلها وغيرها يجب ان تكون من أولويات المجلس الرئاسي ان اراد استعادة صنعاء من أيدي الحوثيين
وبالمقابل للجنوب استحقاقات كبيره ونحن لا نطلبها دفعة واحدة ولكن إظهار الجدية من قبل المجلس الجديد مسألة ضرورية لتخفيف احتقان الحنوبيين وعدم خلط عباس في دباس اَي عدم تضييع وقت المجلس في تفاصيل ادارة الجنوب أو تكرار سياسية الشرعية الفاشلة بل تسند ادارته للجنوبيين لتتفرق للمهمة الكبرى ( استعادة صنعاء ) مع منحهم الصلاحيات الكافية لتسيير النشاط التنموي والخدمي ودفع المرتبات وغير ذلك حتى يطمئن كل جنوبي بان المجلس يسير في الاتجاه الصحيح
المجلس مهمته مؤقته وليس من مهامه اعادة بناء الدولة التي انهارت في صنعاء وتحويلها الى عدن واول قرار اتخذه كان غير موفق بشأن تعيين محافظ عدن كوزير دوله وكأن المجلس يريد ان يعيد النظام السابق بتفاصيله وتطبيقه في الجنوب والذي كان مرفوضا جملة وتفصيلا وهذا التعيين ليس بريئاً لانه ستلحقه تعيينات لن يستطيع الانتقالي الاعتراض عليها طالما مرر مثل هذا التعيين الذي ليس بذات الأهمية لعدن ومحافظها غير انه يحاكي تطبيق حرفي لما كان في صنعاء وهذا الامر لا ينطبق على عدن
نحن نعرف بان من غادر المشهد لا زال موجود في مفاصل الأجهزة والمؤسسات ومن الملاحظ بانه سيتكرر وضع عفاش عند مغادرته للمشهد نظريا لكنه عملياً بقى وظل يدير مؤسساته التي بناها خلال ثلاثه وثلاثين عاما الى حين سلمها للحوثي على طبق من ذهب وفِي الحالة الجديده لا زال من خرج من المشهد متواجد ولن يسمحوا للمجلس ان ينجح في مهامه الا اذا ضمنوا بان هذا المجلس يسير على خطاهم واول عمل شاهده العالم إطلاق سراح ارهابيين من سجون المنطقة العسكرية الاولى واخرهم اطلق قبل يومين ومع الاسف ويمكن تلحقه إطلاقات من سجون اخرى والملفت لم نسمع اَي رد فعل للمجلس الرئاسي الجديد وكأن الامر لا يعنيه وبعدها شهد العالم عمل ارهابي كبير في محافظة شبوه تسبب في تفجير احد انابيب الطاقة
الشيىء الملفت بان الحوثي اطلق اكثر من ثلاثين ارهابي من عناصر ألقاعدة من سجونه في صنعاء هل ذلك صدفة في التزامن بين الاطلاقات التي تمت في سيئون وصنعاء ام ان ذلك متفق عليه لغرض ما
من المعروف بان القاعدة واخواتها صممت من قبل نظام صنعاء للعمل في الجنوب وضد اهداف جنوبية سواء كان اغتيال الكوادر الجنوبية او السيطرة على بعض المناطق عند الطلب او القيام بأعمال التفجيرات حسب الخطة التي توزع لهم من صنعاء او السطو على البنوك السؤال هل الجنوب سيكون مقبل على اعمال ارهابية موجهه لخلط الاوراق ولايجاد ذريعه للمجلس بانه لن يتمكن من توجيه البوصله شمالا لاستعادة صنعاء بسبب الاٍرهاب الموجه وبالتالي يجد مبرر ليمدد أرجله واذرعته في الجنوب وتكون القاعدة وسيلة لارهاب الجنوبيين والتي لن تستهدف اَي شمالي حتى ولو كان حاكما في الجنوب وفِي هذه الحالة ما هو دور التحالف هل سيقف على الحياد متفرجا لما يحصل ام سيكون له موقف في محاربة الاٍرهاب وحماية المجتمع الجنوبي والخبرة مع نخب صنعا تؤكد بانه بعد كل اتفاق مع الجنوب تظهر الاستعدادات لعمل عسكري ما بل والمؤشرات الان تجري على قدم وساق وخاصة ومعسكرات تفريخ الاٍرهاب لا زال بعضها متواجد على ارض الجنوب ومن هنا يتطلب الإسراع في نقلها الى مواقع اخرى لمواجهة الحوثي بدلا من توجيهها نحو إغلاق السكينة وامن المجتمع الجنوبي
للجنوب مخاوفه المشروعه بسبب المعاناة والتحارب المريره مع صنعاء ونخبها المختلفة فالمرحلة الراهنة حساسة ولا تحتاج الى غلطة او تساهل في التعامل مع من تعّود على النقض بالعهود والاتفاقات واعتقد بان التحالف وايضا مجلس التعاون الخليجي الراعي لهذه التوليفة الرئاسية والضامن لها قد وضع كافة الاحتمالات وكذا الخيارات فوق الطاولة للتعامل الفوري لتصحيح الوضع عند الضرورة فالجنوب لا يتحمل اَي غدر جديد فان لم يكن الضامن قد وضع البدائل والخيارات المناسبة لكافة الاحتمالات فستتعرض المنطقة والإقليم لموجة عنف بالغة الخطورة وانهيار كامل لمنظومة الامن والسلم الاجتماعي
﮼بقلمالقائدالعسكريوالسياسياللواءطيار/.
﮼قاسمعبدالربالعفيف 4-5-2022