مقالات وكتاب
الجنوب والوحدة
من حق الناس في الجنوب ان تقرر مصيرها، وان تختار عبر استفتاء حر ما إذا كانت ستستمر في الوحدة ام ستخرج منها، وعلى أخواننا المتمسكين بالوحدة في الشمال ان يستوعبوا ان الجنوب كان دولة مستقلة وذات سيادة، وليس مقاطعة تابعة لصنعاء تطالب بالانفصال، وأن يدركوا بان المزاج الرافض للوحدة في الجنوب ليس للوحدة ذاتها وإنما للسلوك الذي مارسته القوى التي هيمنت على دولة الوحدة بعد حرب 94، والتي سحقت الجنوب من دون رحمة.
تشبث القوى المذهبية والقبلية في الشمال بالوحدة يدفع الناس في الجنوب إلى الخوف والقلق من استمرار الوحدة أكثر مما يدفعهم للتمسك بها، لانهم يعرفون تماما ما هي الوحدة بالضبط التي تريدها تلك القوى العنصرية المتخلفة.
نعم في امكانية لتغيير المزاج العام في الجنوب من الوحدة إذا سيطرت على الشمال قوى وطنية حقيقية يمكن للمواطن في الجنوب ان يثق بإمكانية قيام وحدة عادلة، ومواطنة متساوية.
أما وحدة في ظل هيمنة القوى العنصرية والقبلية والسلالية على الشمال، التي لم تحقق الوحدة الوطنية داخل الشمال نفسه، فهي مجرد عملية ضم واستعباد للجنوب، كما حدث في تهامة، وليس لها أي علاقة باي نوع من أنواع الوحدة الوطنية.