مقالات وكتاب
الوصاية والخيانة.. سلام بجراحة قيصرية
قد تخرج مشاورات الرياض بتسوية سياسية تقرر نهاية الحرب باليمن، ولا نستغرب أن يولد السلام بجراحة قيصرية.
تنتظرنا مفاوضات صعبة، فكل الحسابات تقول إن الجنوب الضحية والتحرير والاستقلال بعيد عن أكبر شنب جنوبي، ونحن مازلنا في صراع من يجر عربة القضية.
في وقت شعرنا أن المجلس الانتقالي يمثلنا، ولكن مع الأسف في كل مرة نملك سلطة مطلقة نتحول إلى طغاة.
أكثر من أربع سنوات لم يزاحمهم أحد على الساحة الجنوبية، فلا يحملوا الشعب وزر فشلهم ويعاقبوا الآخرين بصميل القضية.
عقد الحراك الثوري، جناح (باعوم)، اجتماعا بمدينة الغيضة لترتيب أوراقهم، وهذا الخطوة التي جاءت قسرا بعيدا عن معقلهم وعاصمتهم الأبدية عدن تستبق مشاورات الرياض، فهم يؤمنون أنهم يملكون إرثا نضاليا كبيرا وحقا تاريخيا في تمثيل الجنوب، بينما يرى بعضنا في صوتهم عورة على الرغم أنهم يتمسكون بالثوابت نفسها وشعارهم التحرير والاستقلال.
نشعر بالحزن والخجل من منع شخصية بحجم وقيمة الزعيم حسن باعوم من العودة إلى مدينته، بينما في عدن يحرسون ساسة وقادة (الخبرة)، وليسوا مضطرين أن يستقبلوه بالورد، ولكن يحترمون عمره ونضاله ويتذكرون مواقفه، فعندما كان المطلوب الأول ومعتقلا في زنازين صنعاء، كان كثير من المحسوبين علينا اليوم مناضلين مخبرين مع النظام.
لا أحد وصيا على الجنوب، وإذا كان الدعم والتمويل من جهة خارجية تهمة، فمعظمنا إن لم يكن كلنا عملاء وخونة وأولنا قيادة الانتقالي ووزراؤه في حكومة المناصفة.
التاريخ لا يرحم، واليوم تجحدون الزعيم باعوم وغدا سيأتي الدور عليكم، ونعترف بأننا قسونا على باعوم يوما ونجد أنفسنا مدينين له بالاعتذار.
رحمة الله على الشهيد (جواس)، إلى متى ستظل ظهورنا مكشوفة ويدفعونا إلى خارج المشهد باللعبة السياسية أو الاغتيالات ونخسر أشرف رجالنا ونصبح بلا أنياب !.
دفن رؤوسنا في الرمال خيار الضعيف وإذا كانوا لا يستطيعون الدفاع عنا أشرف لهم أن يتنحوا.
– ياسر محمد الأعسم /عدن